ما علاقة الإنسان بأرضه وكيف يتأثّر مصير أحدهما بمصير الآخر؟

علاقة الإنسان بأرضه

إن ماضيك وماضي أمّتك واحد، وإذا رفضت هذا الماضي ولو في جزء بسيط منه، فإنك ستحرم نفسك من الجذور والأسس، وهذا أفضل أسلوب لخلق المشكلات في حياتك. فالإنسان الراشد يعاني من مشكلات في حياته لأنه رفض وكبت الأوضاع التي حدثت في طفولته. فالشيء الذي رفضته من طفولتك وحاولت نسيانه، أنت تصطدم معه الآن.

أليس كذلك؟ الماضي يساوي المستقبل يعني أيضاً أن مستقبلك ومستقبل بلدك مرتبطان ومتحدان، فإذا كنت لا تؤمن بهذا المستقبل فإنك تقضي بهذا الشكل على مستقبلك ومستقبل وطنك. فابدأ بالإيمان وسينتظم كل شيء بحد ذاته. إن مستقبل الوطن يتشكل من وعي الناس الذين يقطنون في أرضه، فرأي المواطن هو المستقبل الذي سيعيش فيه والطريقة التي سيعيش بها، ولهذا فعليه أن يفكر تفكيراً مشرقاً. إن الوطن هو نحن، وكل واحد فينا هو الوطن.

فالعمليات الجارية في البلاد والأزمات التي تحدث فيه، تعكس العمليات والأزمات الخاصة بنا والموجودة في داخلنا بفعل تعاملنا وتصوراتنا وقوالبنا الفكرية التي نخلقها في داخلنا. فجميعنا نقوم بخلق الواقع الذي نعيش فيه، وبالتالي فإن الحكومة ومجلس النواب يفعلون ما نفعله نحن ويتخذون القرارات التي نتخذها نحن،حتى لو لم ندرك هذا. إنهم يعكسون ما يحدث داخل كل فرد فينا، فإذا غيرنا أفكارنا وتصوراتنا عن بلدنا،فسيعيد بناء نفسه في أقصر وقت.

إذا بدأنا نتعامل مع وطننا بسلبية، مهما كانت الأسباب، ونفكر به تفكيراً سلبياً ونتمنى له الدمار، فإنه سيهتز حتماً ويدخل في الأزمات ثم يعيد إلينا تعاملنا تجاهه، لأن بلدنا هو جسمنا ونحن خلاياه،وتتوقف حالتنا الشعورية على كيفية تعاملنا مع أنفسنا.

إن هذا العالم دائري وكل ما نبعث به إلى العالم الخارجي يعود إلينا دائماً. حاول أن تفكر بشخص ما بطريقة سلبية،كأن تفكر بسوء بشركتك أو مديرك،وسترى النتائج فوراً وتشعر بتأثيرها عليك،وهذا الأمر طبيعي جداً وبديهي لدرجة أن بعض الناس لا يريدون التفكير به. غيّر أفكارك عن بلدك إلى أفكار مشرقة ومتفائلة.

ربما قبل أن تلوم بلدك كان الأجدر بك أن تحسن علاقتك مع أمك وزوجتك. إنك تنقل حتماً علاقاتك الأسرية مع أمك وزوجتك إلى علاقتك ببلدك الذي يعتبر أيضاً أماً وزوجة، فبلدك هو الذي أنجبك وهو الذي يطعمك وهو الذي، في الحالة النموذجية،يجب أن يمنحك السعادة ويرضيك بشتى الوسائل.

فلاديمير جيكارنتسيف

علاقة الإنسان بأرضه