6 أسباب تجعلك تهرب من شرب الحليب
قد تستغربون ما سأقوله ولكني سأطلعكم على ستة أسباب توجب تفادي تناول الحليب. حسناً، يبدو أن الجميع يشرب الحليب هذه الأيام ويسوّق لذلك المشاهير والرياضيين
ففي النهاية، الجميع يعلم أننا نحتاج الحليب لنتمتع بصحة جيدة، أليس كذلك؟ طبعاً، فمنتجات الحليب هي طعام الطبيعة الأمثل لكن إن كنت عجلاً فقط. إذا بدا الأمر مفاجئاً لك فهذا لأن قلة مستعدون لإخبارك الحقيقة حول منتوجات الحليب.
في الواقع، إن انتقاد الحليب في هذه الأيام أشبه بتحدي مبدأ الأمومة ، لكن هذا ما أوشك على القيام به. بناءً على الأبحاث وتجاربي الشخصية في ممارسة الطب فإني عادة ما أنصح مرضاي بالابتعاد كلياً عن تناول منتجات الحليب. أنا أعشق الآيس كريم كأي شخص آخر لكني كعالم عليّ أنا أتعامل بصدقية مع ما نعرف. وسأطرح في غضون ثوان معدودة الآثار السيئة العديدة والموثقة الناجمة عن تناول الحليب ومشتقاته.
ها هي النصيحة تقف الآن بوجه الهرم الغذائي الحديث ’السائد عالمياً. فالهرم الغذائي ينصح بتناول ثلاثة أكواب من الحليب يومياً. ما الخطب في ذلك؟ حسناً، أولاً، النصيحة غير مبنية على العلم. إذ أن بعض الخبراء الذين ساعدوا على تشكيل هذا الهرم يعملون في الواقع في قطاع صناعة منتجات الحليب مما يجعل من توصيات وزارة الزراعة الأميركية مرآة تعكس مصالح الصناعة وليس العلم أو ما يصب في مصلحتنا نحن المستهلكين.
يعتبر الدكتور ’والتر ويلليت‘ ثاني أشهر علماء الطب العيادي ورئيس قسم التغذية في جامعة هارفرد للصحة العامة، أحد أبرز منتقدي الهرم الغذائي الأميركي. حتى أنه وصف إرشاداتها العامة حرفياً ب “السخيفة كلياً. وهذا أمر لا يصرح به عالم في هارفرد باستخفاف، إلا أن الدكتور “ويلليت” محق. فالهرم ليس مبنياً على نتائج علمية أساسية عن الصحة. لنلق نظرة على بعض توصيات الهرم الغذائي وسبب عدم توافقي معها.
أولاً، إستهلك مجموعة متنوعة من الأطعمة الواردة ضمن فئات الغذاء الأساسية ولتكن ملائمة لمستوى الطاقة التي يحتاجها جسمك. يبدو ذلك منطقياً، لكن عن أي فئات غذائية نتحدث هنا؟ فإذا اخترنا منتجات الحليب واللحوم والدهون والكربوهيدرات يأتي الطعام الأمثل على شكل تشيزبرغر، ومخفوق الحليب، والبطاطا المقلية مع الكاتشاب. دعونا نواجه الأمر، فالطماطم والبطاطا من الخضراوات ويحتلان أولى المرتبتين من حيث الأطعمة التي يتم تناولها في أميركا. فنصيحة عامة مثل هذه لا معنى لها ويمكن أن تكون مؤذية.
أما النصيحة الثانية فتقول إضبط حجم تناول السعرات الحرارية لتتحكم بوزنك. يبدو الأمر معقولاً مجدداً، لكن كما أوردت في كتابي “UltraMetabolism” فإن اختصاصيي وعلماء التغذية الأفضل تدريباً لا يستطيعون أن يقتربوا حتى من تقدير معدل السعرات الحرارية الصحيحة التي يجب أن يتناولوا في اليوم. وهل يصح استهلاك مجموع السعرات الحرارية المسموح لي تناولها كلها من الكولا مثلاً أو من الآيس كريم طالما أني أبقى ضمن معدل الحاجة للكالوريهات؟ بالطبع لا، وهذه نصيحة أخرى غير مجدية.
ثالثاً، يقولون أكثِر من تناول الفواكه والخضار والحبوب الكاملة ومنتجات الحليب قليلة أو خالية الدسم. حسناً، لابأس بالفواكه والخضار والحبوب الكاملة فهي رائعة لكن الحليب ليس كثيراً، سأعود للحديث عن ذلك بعد قليل.
إختر الكربوهيدرات بتعقل، هذه هي نصيحة الهرم الغذائي التالية . من يستطيع أن يجادل حول ذلك، ولكن ما هو تعريفهم لكلمة ’بتعقل‘؟ النصيحة الحقيقية تكون بتخفيض معدل تناول السكر من مئة وخمسة وثمانين باونداً في السنة، وهذا ما نتناوله حالياً، إلى أقل من من باوند واحد سنوياً، إضافة إلى تفادي منتجات الطحين إلا حين نرغب بمكافأة، والالتزام بالكربوهيدرات الموجودة في الأطعمة الكاملة كالخضار والفاكهة والحبوب الكاملة والفاصوليا والمكسرات والبذور.
نصيحة أخرى تقول بأنه يجب أن نلجأ إلى استعمال القليل من الملح أثناء تحضير الطعام. ليست نصيحة سيئة لكن ماذا إن كان الطعام الذي تتناول معلباً أو مصنعاً، فأنت لا تقوم بتحضيره فعلياً وهوغني جداً بالملح؟ كما حال غالبية الأميركيين الذين يتناولون نصف وجباتهم خارج المنزل، فإن هذا غير صحي. لذا النصيحة الأفضل تكون في تجنب الأطعمة المعلبة والمصنعة والمعدة سابقاً والأطعمة السريعة إلا إذا كنت تعرف كيف أعدّت تماماً.
ينصحون كذلك بأنه إذا كنت تشرب الكحول، تناوله باعتدال. يبدو هذا جيداً لكن إن كنت تتناول زجاجتي نبيذ كل ليلة فزجاجة واحدة قد تبدو خياراً معتدلاً. ولا أعتقد أنه اقتراح جيد. أظن أنه من الأفضل الحدّ من تناول الكحول إلى نصف كأس في اليوم أو ثلاث كؤوس في الأسبوع. يبدو أن ذلك يحقق المنفعة الأكبر بأقل خطورة ممكنة.
النصيحة التالية تقول لا تتناول أطعمة غير آمنة. حسناً، بالطبع يجب ألا تترك سلطة البيض تحت أشعة الشمس أو تمزجها بيديك ثم تمسك قطع الدجاج المغطاة بمادة السلمونيللا. إلا أن إرشادات الهرم الغذائي لا تأتي على سيرة مبيدات الحشرات والهرمونات والمضادات الحيوية والأغذية المعدلة جينياً على الرغم من أنه ثبت علمياً أنها مضرة، وهذا عارٌ على وزارات الصحة في العالم .
بت تقهم الآن لماذا أنا على خلاف مع الهرم الغذائي الذي تحاول معظم توجيهاته أن تبدو مقبولة مع استمرارها في حماية مصالح الصناعة الغذائية، والزراعية وأعضاء حملات الضغط الذين يمولون انتخابات الكونغرس. فهكذا برأيهم يكون الجميع سعداء، أليس هذا هو المطلوب؟ حسناً، لكني لست سعيداً وكذلك يجب أن تكون أنت. فالشعب لا ينفعه الهرم المخفف المربك عديم الفائدة. والأسوأ من ذلك أن بعض النصائح تضر به كتلك التي تنصحه بتناول الحليب ومشتقاته.
بالنسبة للدكتور ’ويلليت‘ الذي أجرى العديد من الدراسات والمراجعات المعمقة بهذا الشأن هناك الكثير من الأسباب التي تدعو للاستغناء عن تناول الحليب.أحد تلك الأسباب أنه لا يقلل من ترقّق العظام. خلافاً للاعتقاد السائد، لم يتبين مطلقاً أن تناول مشتقات الحليب يخفف من مخاطر التعرض للكسور. بل إن منتجات الحليب تزيد في الواقع خطر التكسر بنسبة 50% وفقاً لدراسة صحة الممرضات واسعة النطاق. فاستهلاك منتجات حليب أقل يساوي عظاماً أفضل. البلدان التي ينخفض فيها معدل استهلاك الكالسيوم ومشتقات الحليب كتلك التي في إفريقيا وآسيا لديها أقل معدلات إصابة بترقق العظام.
الأمر الثاني هو أن الكالسيوم لا يحمي العظام كما كنا نعتقد. فالدراسات التي أجريت حول مكملات الكالسيوم لم تظهر أي إفادة من حيث التقليل من خطر الإصابة بالكسور. في حين يبدو الفيتامين D أكثر أهمية من الكالسيوم في الوقاية من التعرض للكسور. أضف إلى أن الكالسيوم يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. أظهرت الأبحاث أنه كلما ارتفع معدل استهلاك الكالسيوم ومنتجات الحليب تزيد إمكانية إصابة الرجال بسرطان البروستات بنسبة تتراوح بين ثلاثين وخمسين بالمئة. كما أن استهلاك مشتقات الحليب يرفع معدل إنتاج الجسم لعامل نمو شبيه الإنسلين من النوع الأول وهو مثير معروف للسرطان.
للكالسيوم فوائد غير متوفرة في مشتقات الحليب، فمكملات الكالسيوم وليس منتجات الحليب قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون. المشكلة الأخرى المرتبطة بمشتقات الحليب هي عدم قدرة الجميع على هضمها. حوالي 75% أو ثلاثة أرباع سكان العالم يعجزون جينياً عن هضم الحليب ومنتجاته، وهو ما يعرف بالحساسية المفرطة على اللاكتوز.
لذا وبناءً على مثل هذه الاكتشافات توصل الدكتور ’ويلليت‘ إلى بعض النتائج الهامة. أولها يقول بأن الجميع يحتاج الكالسيوم لكن ليس ربما بالقدر الذي تنصح حكومتنا بتناوله يومياً وهو ما يعادل ألف وخمسمئة ملغرام في اليوم.
ثانياً، على الأرجح أن الكالسيوم لا يمنع تكسر العظام. فقلة في هذا البلد مهيئون للتقليل من خطر الإصابة بالكسور عبر تناول المزيد من الكالسيوم.
ثالثاً، قد لا يحتاج الرجال لتناول مكملات الكالسيوم بل النساء هن على الأرجح أكثر حاجة إليه بالإضافة إلى الفيتامين D. ورابعاً، قد تكون منتجات الحليب غير صحية وأن المضي في استهلاكها قد يترك آثاراً سلبية على الصحة. هذا ما يقوله الدكتور ’ويلليت‘ وليس أنا لذا عليك إعادة التفكير ملياً قبل تناول كوبك التالي.
إن لم يكن كل ذلك كافياً لثنيك عن تناول الحليب، هذه بعض الاكتشافات العلمية الأخرى الجديرة بالذكر. أولاً، طلبت لجنة التجارة الإتحادية مؤخراً من وزارة الزراعة الأمركية النظر في الأسس العلمية لبعض الادعاءات التي طرحتها في إعلاناتها عن الحليب. فأعلنت هيئة العلماء الحقيقة بوضوح. أولاً، أن الحليب لا يساعد على أداء رياضي أفضل. ثانياً، أن ليس هناك إثبات بأن منتجات الحليب جيدة للعظام أو أنها تمنع ترققها.
في الواقع إن البروتين الحيواني الذي تحتوي عليه قد يساعد على هشاشة العظام. ثالثاً، أن منتجات الحليب مرتبطة بسرطان البروستات. ورابعاً، هي غنية بالدهون المشبعة المرتبطة بأمراض القلب. وخامساً، أنها تسبب مشاكل في الهضم لدى 75% من الأشخاص الذين يعانون من حساسية مفرطة على اللاكتوز. وسادساً، إنها تفاقم متلازمة القولون العصبي. ببساطة أكبر نقول إن اللجنة سألت مصنعي منتجات الحليب عن وجود إثبات على ذلك فجاء الرد سلباً. أضف إلى أن مشتقات الحليب قد تساهم في التعرض للمزيد من المشاكل الصحية كأنواع الحساسية والتهاب الجيوب الأنفية والأذن والسكري من النوع الأول والإمساك المزمن وفقر الدم لدى الأولاد.
لكن ماذا عن الحليب النيء أليس أكثر صحة من المنتجات؟ كلا، ليس فعلاً. صحيح أن الحليب النيء العضوي الكامل يقلص بعض المخاوف المتعلقة بوجود المبيدات والهورمونات والمضادات الحيوية والتجانس والبسترة إلا أن هذه الفوائد لا تفوق الخطورة المحتملة لتناول الحليب. من وجهة نظر ارتقائية فإن الحليب غذاء غريب عن البشر. حتى عشرة آلاف عام مضى لم نكن ندجّن الحيوانات ولم يكن تناول الحليب ممكناً إلا بالنسبة لصياد شجاع استطاع حلب نمر أو جاموس متوحش.
يوافق معظم العلماء اليوم على أنه من الأفضل لنا الحصول على الكالسيوم والبروتين والدهون من مصادر أخرى كأطعمة النباتات الكاملة والخضار والفواكه والفاصوليا والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والطحالب البحرية التي تشكل مصدراً ممتازاً للمعادن. ألم تقتنع بعد؟ حسناً، إليك نصيحتي للتعامل مع منتجات الحليب. إن كنت تريد فعلاً الحصول على عظام قوية، تناول الفيتامين د ولا تعتمد على الحليب.
إحصل على الكالسيوم من الخضار الورقية القاتمة اللون ومن الطحينة والأعشاب البحرية أو السردين أو السلمون مع العظام. حاول التوقف عن تناول كل مشتقات الحليب. وإن كنت لا تعاني من الحساسية إستهلك فقط المنتجات العضوية الخام منها التي يفضل أن تكون مختمرة كالزبادي أو الكفير.
ألا زلت تتناول الحليب؟ آمل أنك لا تفعل. تذكر أن مشتقات الحليب ليست أساية للتنعم بصحة جيدة. أنا أشجعك على اتباع حياة خالية من الحليب ومشتقاته ولاحظ ما يفعله الابتعاد عنها بالكامل.
المصدر: موثق آي فراشة – Ifarashaد. مارك هايمان
التعليقات مغلقة.