ما هو صوت الضمير وكيف يعمل في حياتنا في كل شاردة وواردة
صوت الضمير في حياتك
لدى جميع النّاس وجهان للذات: الوجه الذي يعمل وفقاً للضمير والوجه الذي يتحدّى الضمير أو يتجاهله. فأي وجه لذاتك أنت؟
تعرفون ذلك الشعور الذي ينتابكم بعد أكل خمس قطع من الشوكولا وسماع ذلك الصوت «الشرّير» يقول لكم:
«تناول تلك القطعة الأخيرة من الشوكولا، حتّى وإن كنت قد أكلت كل اللوح تقريباً. هيّا، افعل؛ سيكون مذاقها شهيًّا».
فيجيب صوت ضميركم أو الصوت «الصالح»: «كلاّ، يجب ألاّ أفعل. هذا ليس مفيداً لي».
فيأتي ردّ «الشرّير»: «آه! هيّا؛ عِش اللحظة الحاضرة. تمتّع بحياتك! انسَ برنامج خسارة الوزن الذي تتبّعه. لن تؤثّر قطعة واحدة بعد».
وهكذا يستمر السّجال بين ردّ وردّ على الردّ سواء كان الأمر بسيطاً أو تافهاً مثل الشوكولا أو كان مهمًّا مثل سلب مال الشركة التي نعمل فيها. لا تختلف عاداتنا عن هذا الوضع وهي دلالة على أنّ «الرجل الشرّير»، أو الذات الدنيا، في داخلنا يقسو على مُثلنا العليا.
نريد أن نكون في صحّة جيّدة وفي لياقة بدنية عالية لكنّنا لا نستطيع التوقّف عن تناول الوجبات السريعة غير الصحيّة أو عن التدخين. نريد أن نكون أشخاصاً صادقين في كلامهم لكنّنا في كل وضع أو موقف صعب نواجهه نكذب لنتنصّل من المسؤولية. إذا كنّا نريد أن نتطوّر ونتقدّم لنصبح أناساً أفضل فعلينا مواجهة هذا الجانب المظلم من ذواتنا.
لأننا لا نريد الاعتراف بأننا خسرنا المعركة المستمرّة دائماً وأبداً، نتجاهل إغراء «الرجل الصالح» بالربح على المدى البعيد ونرجع إلى التسليم الرائع والربح القصير المدى الذي ينادي به «الرجل الشرّير». بعد ذلك، نشعر بالقبح أو بالذنب، ما يولّد ضغطاً نفسيّاً نحتاج إلى التفريج عنه فنعود بالتالي لتكرار العادة.
تشكّل العادات، في التكرار الذي تقوم عليه، طريقة ممتازة لفهم كيفية تقييد أنفسنا وإعاقة ذواتنا فلا نصبح أناساً سعداء أكثر عافية وصحّة.
التعليقات مغلقة.