بعد سنين من الحميات الغذائية والرياضة اكتشفت مدرّبة رياضية سر خسارة الوزن
قبل: 69 كلغ
بعد: 54 كلغ
نمط الحياة
عندما انتقلت من المنزل لكي أذهب إلى الجامعة تحوّلتُ من فتاة نحيفة جدًا إلى شابة ذات وزن زائد بعشرة كيلوغرامات. وكمحاولة لإستعادة جسمي القديم أصبحتُ نباتيّة ثم أكلتُ اللحم أكثر ممّا تتخيّلون حتى إني تناولتُ حبوبًا منحّفة كان يتباهى بها مدرّب رياضي (الآن هذه الحبوب أصبحت ممنوعة).
بدأتُ أيضًا روتينًا قاسيًا من الرياضة المكثّفة وكنت لا أتناول سوى 1200 سعرة حرارية في اليوم (وأحيانًا أقل) وتحمّلتُ ستة حصص في الأسبوع من تمارين مواي تاي Muay Thai وحصص تمرين كروس فِت CrossFit. ولكني لم أكن أخسر الوزن. إضافة إلى ذلك لم أكن أستطيع النوم في الليل. كنتُ محروقة ومتوتّرة وكنتُ أكره أني لا أخسر الوزن على الرغم من كل الحميات الغذائية والتمارين القاسية. والأسوأ من ذلك هو أنني بعد هذا كلّه استمرّيت في اكتساب الوزن.
بعد إنهاء سنة تقريبًا في الجامعة كان وزني 69 كلغ وكانت نسبة الدهون في جسمي 33% الأمر الذي يضعني ضمن فئة البدينين.
تعبتُ جدًا من النصائح التي كانوا يقدمونها إليّ وقرّرتُ أن أتعلم كيف يعمل جسمي فأصبحتُ مدرّبة خاصّة. لسوء الحظ كانت الدورات التدريبية تعتمد على المعتقدات القديمة: الكاربوهيدرات تزيد الوزن ويجب التخلّص من السكّر بالكامل من النظام الغذائي ويجب استهلاك البروتينات كل ساعتين أو 4 ساعات. هذه الإستراتيجيات أعادتني إلى حيث كنتُ ولكني قرّرت أن أعطيها فرصة أخرى. ولا عجب في أن الإمتناع عن السكّر والكاربوهيدرات والإفراط في تناول البروتينات لم يؤدِّ إلى تغيّرات واقعيّة.
التغيّر
بعد مرور حوالى سنة ونصف من تعييني كمدرّبة شخصيّة قرأت الكثير من الكتب حول أهميّة إعطاء الأوليّة لنظام غذائي متوازن لا يلغي الأطعمة التي تحتوي على السكّر أو الكاربوهيدرات. بعد كلّ ما جرّبته قلتُ لنفسي إن الأمر يستحقّ المحاولة.
وأخيرًا عدتُ إلى تناول الكاربوهيدرات واتباع حمية غذائية ب 2000 سعرة حرارية في اليوم. إضافة إلى ذلك كنتُ أدوّن كل ما آكله مستخدمة تطبيقاً مخصّصاً على تلفوني وكنت أسعى جاهدة إلى تناول على الأقلّ فاكهة واحدة أو حبّة خضار واحدة مع كل وجبة. في السابق بحسب الحمية التي كنت أتبعها كانت وجباتي تقتصر على السموذي الخضراء بزيت جوز الهند وعصير الحامض وشراب القيقب والفلفل الحار.
من الآن فصاعدًا أصبحت آكل دقيق الشوفان وعجّة الخضار على الفطور والبطاطس الحلوة والخضار على الغداء والتاكوس على العشاء. وللمرّة الأولى منذ دخولي إلى الجامعة لم أحرم نفسي من القشدة المثلّجة المفضّلة لدي. استمررتُ بتمارين الكروس فِت وحصص مواي تاي ستة أيام في الأسبوع ولكن وحدها التغيّيرات الغذائية جعلتني أتخلّص من الوزن الزائد.
كلّما تعلّمتُ المزيد عن الحميات المَرِنة كلّما أردتُ أن أجد مدرّبًا يشاركني رؤيتي للنظام الغذائي السليم لكي يساعدني على إيجاد نظام واقعيّ للتمرين. إكتشفت على الإنستاغرام مدرّب لياقة بدنية يعيش بالقرب مني يرتكز تدريبه على حمية مرِنة وعلى التمرين بالأثقال.
تسجّلتُ في بعض الحصص لاختباره. في الحصّة الأولى من التمرين لم أكن أتمكّن من أن أقوّم بتمرين البوش أب وأكاد أرفع 15 كلغ على الرغم من تفانيّ لستة أيام في الأسبوع من التمرين الكثيف.
بدأت برفع الأثقال أربعة أيام في الأسبوع وإعطاء جسمي المزيد من الوقت لاستعادته. وعندما لا أمارس تمارين العضلات مع مدرّبي أمارس تمارين الجهد أو أمشي مع كلبي.
كما بدأتُ أدوّن كل حصّة ورحت أغيّر الروتين كلّ 6 أسابيع. وبالمحافظة على تناسق التمارين بدلًا من محاولة “مفاجأة عضلاتي” كلّ يوم أصبحت أقوى وبدأت أبني المزيد من العضلات.
بعد حوالى سنتين من البدء بتغيير عاداتي الغذائية وروتين التمارين خسرت 15 كلغ ويمكنني أن أرفع الأثقال 6 مرّات مع رفع 120 كلغ والقيام ب 200 تمرين قرفصاء! أشعر بأنني أنجز أمورًا كنت أظنها مستحيلة. اليوم وزني 54 كلغ وانخفضت نسبة الدهون في جسمي إلى 20%
المكافأة
اليوم أتحرّق شوقًا لممارسة الرياضة في الخارج لأن هذا يعطيني طاقة بدلًا من حرق نفسي كما في السابق وأنا أسعد بكثير.
قادني تعلّمي كيفية المحافظة على اللياقة إلى مهنتي كمدرّبة شخصيّة. أكثرية الناس الذين أعمل معهم نساء تتراوح أعمارهنّ بين 20 و 40 سنة يحاولن خسارة الوزن ولكنّهن يشعرن بأنهنّ عالقات كما كنت أنا. أقول لهنّ إنهن يجب ألا يوقفن حياتهنّ من خلال القيام بتمارين وحميات قاسية جدًا. يسعدني جدًا أن أساعد زبائني على فهم أنهم أقوى مما يظنون.
نصائح
إرفعوا الأثقال. يخاف بعض زبائني من أن يؤدي رفع الأثقال إلى تضخيم جسمهم. الدهون التي تعلو العضلات هي التي تعطي هذا الأثر. إذا كنتم نحيفين بفضل نظامكم الغذائي ستشعرون أنكم أقوى وليس أضخم.
لا تغيّروا كلّ شيء في الوقت عينه. خلال هذه السنوات حاولت تغيير شكل جسمي بواسطة حميات قاسية وتمارين مرهقة. ولكني تعلّمتُ أنها تقنيات لا تدوم طويلًا. لذا بدلًا من إعتماد نهج إما كل شيء أو لا شيء أركّز اليوم على القيام بنسبة 5% أفضل من البارحة. بالنسبة إليّ، رفع القليل من الكيلوغرامات الإضافية وطهو الوجبات الصغيرة بدلًا من تناولها في الخارج أو الخلود إلى النوم أبكر بثلاثين دقيقة، تحدث كلّ الفرق.
لا تخافوا من الكاربوهيدرات إذا كنتم تريدون خسارة الوزن. ما إن بدأت بتناول الشوفان والكينوا والخبز بالحبوب الكاملة وحتى الحلوى في المناسبات حتى حصلت على المزيد من الطاقة لحرقها في النادي الرياضي. ولم تعد حصص التمرين متعبة جدًا. إضافة إلى أنني أتمتّع بالمزيد من الطاقة للنشاطات اليومية كالمشي مع الكلب وصعود السلالم.
التعليقات مغلقة.