الممثلة سيينا نيلسون تخبر عن صراعها الرهيب ضدّ المرض
اليوم عندما ترون الممثّلة الأمريكية سيينا نيلسون لا يمكنكم أن تتصوّروا عدد مرات ذهابها وإيابها إلى المستشفى عندما كانت صغيرة. عندما كانت في الخامسة من العمر كانت معروفة في الكثير من المستشفيات ولكن ما من أحد تمكّن من معرفة المرض الذي ينخرها.
كان جلدها يتآكل باستمرار وكانت دائمة التعب ولكن الأطبّاء لم يجدوا سبب المشكلة. أصيبَت بطفح إكزيما. تقول “استغرق الأمر وقتًا طويلًا لكي يجد الأطبّاء تشخيصًا. بدت لي السنين طويلة جدًا عندما كنت صغيرة. ظنّوا أنني مصابة بنوع من الإكزيما أو بفطريات في الجلد. ولكن في الخامسة من العمر إكتشفوا أنني مصابة بمزيج من التهاب الجلد ومرض الصدفية والتهاب المفاصل الصدافيّ”.
ولكن هذا التشخيص لم يُظهِر إلا بداية محنة طويلة. يومًا بعد يوم خضعت للعديد من العلاجات وعانت من آلام لا تُحتَمَل. ” شعرت بأنني فأر تجارب. أعطوني ستيرويدات وأدوية وقاموا بعلاجات إختباريّة إلخ. جرّبوا كل شيء قبل معرفة مما أعاني. حتى بعد التشخيص لم تتحسّن حالتي.”
عانت من هذه العوارض طوال حياتها. يبدو أن سيينا في الواقع تعاني من مرض مناعة ذاتية يؤدّي إلى فرط في إنتاج الجسم لخلايا البشرة وفي الوقت نفسه يحاول تدميرها. نادرًا ما تنام طوال الليل الأمر الذي يفاقم حالة التعب والضغط النفسي عندها وهما عاملَين يزيدان من حِدّة المرض.
وتخبر سيينا “إنها حلقة مفرغة تزداد أكثر فأكثر”. إضافة إلى أن حلمها بأن تصبح ممثّلة لم يسهّل الأمور. “عندما تكونون محاطين بأشخاص رائعين بشرتهم مثاليّة مليئين بالطاقة تبدو أحلامكم كأنها تضيع من بين يديكم. لا سيّما إذا كان الجميع يفكّرون أن الأمر يصبح أسهل إذا أضفت القليل من الطاقة.” لهذا السبب بقيت سيينا في الظلّ لفترة ولكنها اليوم تظهر في وضح النهار وتنشر صورها على الإنستاغرام لتبيّن لمتتبّعيها ماذا يعني العيش مع المرض. هذه الصورة تبيّن كيف تبدو بشرتها وإن بدت سليمة بالكامل من الخارج.
لم ترِد أن تثير شفقة أحد فانتظرت لفترة قبل الإعلان عن مرضها. ولكنها اليوم مضطربة بسبب ردّات الفعل التي أثارتها “تفاجأتُ جدًا لرؤية كم من شخص يقدّر أني أوليهم هذا القدر الصغير من الثقة وأني صريحة معهم. آلاف هم الذين أجابوني وشجّعوني وكثيرون هم الذين أخبروني قصّتهم”.
هؤلاء المتتبّعين يمثّلون أمرًا بالغ الأهميّة بالنسبة إلى سيينا التي لطالما عانت من نقص في التعاطف من الآخرين. “أكثريّة الناس لا يفهمون أن حالتي قد تتغيّر بين ليلة وضحاها. أحيانًا يكون كل شيء على ما يرام وفي اليوم التالي لا يمكنني فعل أي شيء. هذا النوع من الأمراض غالبًا ما يكون محظّرًا على الممثلين لأن من الصعب أن نجد دعمًا.”
تأمل سيينا أن تساعد قصّتها في كسر هذه المحظورات وهي تشجّع متتبّعيها للمحاربة: ” حتى لو كانت المعركة قاسية يمكنكم أن تربحوا ولا تدعوا أي أحد يفقدكم شجاعتكم. بالطبع ليس من الصحيح أن تعيشوا مع هذه الأمراض ولكن هذا لا يعني أنه علينا أن نعاني بصمت.” تريد سيينا أن يثق الناس بأنفسهم ولا يخجلوا من الكشف عن مرضهم في وضح النهار.
تلك كانت قصّة امرأة شجاعة ورائعة قدمناها لكم من آي فراشة ! نتمنّى لها كل الشجاعة ونرسل إليها كل الموجات الإيجابية لما هو آتٍ. على أمل أن تسمح لها صراحتها بأن تكسر كل وصمات أمراض البشرة والمناعة الذاتية على المدى البعيد.
التعليقات مغلقة.