تصلب الشرايين arteriosclerosis أو النشفان: ما عليك أن تعرفه عنه وعن العلاقة بينه وبين فئة دمك
تصلب الشرايين مرض بطيء يتطوّر تدريجياً ويصيب الشرايين الكبيرة والمتوسطة. لا يطال عادة إلا الأشخاص الذين بلغوا الخمسين أو الستين من عمره إلا أنه قد يبدأ منذ الطفولة ويتطور بسرعة. من المخيف حقاً أن نعرف أن الإشارات المبكرة للإصابة بتصلب الشرايين، مثل الصفائح والترسبات الدهنية، يمكن العثور عليها في شرايين أطفال في الثالثة من عمرهم.
الأعراض:
• ألم في الصدر
• ضيق في التنفس
• ضغط في منطقة الصدر، يرافقه خدر في الذراع والكتف اليسرى
معلومات عن تصلب الشرايين
إن تصلب الشرايين قد يعيق دفق الدم باتجاه القلب مما يسبب نوبة قلبية- وهي السبب الأول للوفيات في أميركا وأوروبا. أما التصلب الذي يصيب الشرايين التي تمدّ الساقين بالدم فيؤدي إلى حصول عرج متقطّع، أي أنه يظهر ثم يعود ليختفي.
إذا تشكلت جلطة دموية في الشريان التاجي، فقطعت دفق الدم إلى عضل القلب نسمي هذه الحالة جلطة تاجية. هذه الحالة تسبب نوبة قلبية لأن عضل القلب يعجز عن التزوّد بواسطة هذا الشريان بالأكسجين الضروري لحياته، فتبدأ خلاياه بالموت. ولهذا أطلق على هذه الحالة الاسم الطبي myocardial infarction أي احتشاء أو موت عضلة القلب.
لا أحد يعلم كيف تبدأ حالة تصلّب الشرايين إلا أن بعض العلماء يعتقدون أنها تبدأ عندما تتضرّر الطبقة الداخلية العميقة من الشرايين وهي تدعى البطانة. لكن بصرف النظر عن المسبب الأول، تتراكم على جدران الشرايين مع مرور الوقت ترسبات كلسية، ودهون وكوليستيرول، وبروتين الفايبرين، والصفائح وفضلات الخلايا. وهذه المواد تدفع جدران الشرايين إلى إنتاج مواد أخرى تساهم في تراكم مزيد من الترسبات الخليوية، ما يؤدي إلى تصلب فيها، أو ما يدعى بالصفائح (plaque).
يختلف نوع الشرايين المصابة وموضعها من شخص إلى آخر. من الممكن أن تسدّ الصفائح الدهنية المتصلبة كلّياً أو جزئياً دفق الدم في شريان ما، فتسبب نزيفاً في الصفائح أو جلطة دموية على سطحها. وإذا حصلت واحدة من هاتين الحالتين من الممكن أن يصاب المريض بنوبة قلبية أو جلطة دماغية.
يمكن أن تنشأ أمراض القلب والشرايين عن مشكلة مناعية، مثل الإصابة بعدوى وربما يعتمد تطوّر هذه الأمراض على عوامل خطر أخرى مثل ارتفاع معدل الكولستيرول. والأغرب أن عوامل خطر أخرى يمكن أن تعتمد على إصابة تطلقها مثل حصول تضرّر في بطانة الشرايين ناتج عن التهاب مزمن.
لقد أصبح العلماء يتقبلون أكثر فأكثر فكرة أن يكون أحد أسباب الإصابة بأمراض القلب والشرايين الالتهابات الخفيفة المزمنة. فحالات الإصابة بعدوى بكتيرية لم يتم تشخيصها سريرياً لأن أعراضها لم تكن ظاهرة وقوية يمكن أن تسبب أمراض القلب. ومن أنواع تلك الالتهابات، ذات الرئة الناتجة عن بكتيريا الكلاميديا، بيلوري H.Pylori ، التهاب الشعب الرئوية المزمن، التهابات الأسنان واللثة المزمنة. هذه الحالات ترتبط بارتفاع معدل عنصر يدعى بروتين C في الدم، وهذا العنصر مسؤول عن ضبط حالات الالتهاب. ويمكن أيضاً الكشف عن ارتفاع معدل هذا البروتين في وجود التهاب لا تظهر أعراضه. وأكثر الفئات تعرضاً لعامل الخطورة هذا هي فئة غير المفرزين.
وتلعب الأسباب الوراثية وأسلوب الحياة دوراً في الإصابة بأمراض القلب والشرايين. فثمة عوامل أخرى تطلق عملية تلف جدران الشرايين ومنها الجذور الحرّة المؤكسدة، التي تتفاعل مع بطانة الشرايين الرقيقة. التدخين مثلاً يزيد بشكل كبير نشاط الجذور الحرّرة.
تصلب الشرايين مشكلة صحية كبرى تكلّف الكثير من الناس حياتهم والعديد من الدول أعباء مالية ضخمة.
عوامل الخطورة والأسباب العامة
الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع معدّل الكولستيرول هم أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين من الأشخاص الذين ينخفض لديهم هذا المعدّل. لذلك ثمة أنظمة غذائية كثيرة الهدف منها خفض معدل الكولستيرول في الدم. كذلك يتعرّض مرضى السكري لخطر الإصابة بتصلّب الشرايين، إضافة إلى الأشخاص الذين ترتفع لديهم معدلات الدهون الثلاثية أو التريغليسيريد.
الارتباط بفئة الدمّ
إن فئتي الدم A وAB هما الأكثر عرضة للإصابة. ففي دراسة بولندية أجريت سنة 1994 لعمليات القلب التي أجريت لأشخاص يعانون من تصلب شديد في شرايينهم التاجية، تبيّن أن الأكثرية هم من فئة AB ، وعدداً قليلاً منهم يحملون الفئة O.
فأصحاب الفئتين A وAB يكون دمهم أكثر “كثافة”، وأكثر ميلاً إلى ترسيب الصفائح الدهنية والكلسية على جدران الشرايين- وهذا أحد الأسباب التي تجعل هاتين الفئتين أكثر تعرّضاً لأمراض الشرايين التاجية.
وفي دراسة أخرى، تمت المقارنة بحسب فئات الدم بين معدلات البروتينات الدهنية والدهون في الدم، لدى الأشخاص الذين يعانون من حالة الخدر والألم والتشنج العضلي intermittent claudication . وقد تبيّن أن الفئة الأكثر تعرّضاً لهذا النوع من الإصابات المرتبط بحالة الشرايين، هي الفئة A (61%).
وفي مجموعة برازيلية من 125 شخصاً يعانون من الانسداد الشرياني تبين أن الفئة A هي الأكثر إصابة. ويحتمل أن يكون غير المفرزين من كل الفئات أكثر عرضة لتصلب الشرايين.
التعليقات مغلقة.