علمي ابنك كيف يحترم ذاته
مسألة احترام الولد لذاته ليست شيئا عابراً نمر عليه مرور الكرام بل هي من أهم مكونات شخصيات أولادنا. فنجاحهم في المستقبل مربوط كثيراً باحترام الذات.
ما أهمية أن نزرع احترام الذات في نفس الولد؟ ما هي مساوئ قلة الثقة بالنفس وقلة احترامها؟ ما هي منافع احترام الذات ؟
عندما نقابل بين شخص يحترم نفسه وبين آخر لا يحترمها نكتشف أهمية أن نزيد من حب وتقدير الشخص لذاته.
عندما يحب الشخص نفسه، يسهل عليه أن يعترف ويتحمل مسؤولية أخطائه لأنه لا يشعر بأنه شخص بلا قيمة.
إذا قلنا له مثلاً: «لقد تركت الحنفية مفتوحة وقد انقطعنا من الماء»،
قد يشعر عندئذ بالسوء لأنه كان مهملاً ولكن ذلك لن يقوده إلى التفكير بالطريقة التي يفكر فيها الشخص الذي لا يحترم نفسه كثيراً: «يتهمونني بأنني شخص غير كفؤ وأنني غبي».
وسرعان ما سيدافع عن نفسه لأنه يشعر بالتهديد: «لست آخر من دخل إلى الحمام. كيف فكرت أنه أنا؟ لماذا أكون دائماً الشخص الذي تضعون عليه الملامة؟».
هؤلاء الذين يشعرون بالحاجة إلى إنكار المسؤولية ساعين إلى تبرير أنفسهم متى أمكنهم ذلك،
غالباً ما يكون السبب وراء ذلك هو قلة احترامهم لذواتهم. عندما يتلقون أي نقد سلبي، يشعرون بأنهم مجبرون على اتخاذ موقف دفاعي.
يبدو أن افتقار الشخص إلى احترام ذاته يتركه هشاً عاطفياً بحيث يسهل أن يشعر بأنهم جرحوا مشاعره.
كانت ستيفاني جالسة في غرفة الانتظار في عيادة طبيب الأطفال وهناك تعرفت إلى صديقتها ليلي. حتى تفتح حديثاً،
قالت لها: «ابنك صبي نشيط جداً». سارعت ليلي ترد على التعليق متخذة الأعذار له: «إنه كذلك لأنه لم ينم جيداً ليلة البارحة.
قضى الليل يسعل وكان متوعكاً. إنه لا يتصرف ابداً بهذا الشكل. عادة هو هادئ..»
لقد فسرت ليلي تعليق ستيفاني على أن ابنها لا يطاق وأنها أم سيئة.
وبسبب قلة احترامها لذاتها، سارعت إلى تبرير نفسها بغية تصحيح الانطباع الذي أعطاه ابنها عنها، علماً أن دفاعها فاجأ ستيفاني.
عندما لا يكون هناك احترام للذات ، قد يصبح مجرد تعليق بسيط نقداً. يرى الشخص الذي لا يحترم ذاته العالم وكأنه تهديد، ويحتاج دائماً إلى أن يقف موقف المدافع عن نفسه.
وكل غلطة يرتكبها تقلل من شعوره بالجدارة، هذه الجدارة التي يشعر في الأصل أنها محدودة عنده.
كما أن كل فشل يظهر تفاهته أما الغلط في الحكم فيصبح تأكيداً على عدم كفاءته.
عندما يكون الشخص قليل الاحترام لذاته:
* من السهل عليه أن يشعر بأنه مذنب. يفسر تعليقات الآخرين على أنها نقد ويميل إلى أن يعتبر كل شيء أمراً شخصياً.
* لأنه لا يقدِّر ذاته، قد يبدو كل شيء إثباتاً على عدم كفاءته وعجزه.
* يكافح حتى يكون كاملاً، مخفياً خجله من عدم كونه شخصاً صالحاً.
* من الصعب أن يتحمل مسؤولية أخطائه لأنه يعتقد أن الاعتراف بها يصبح برهاناً على عدم أهليته ومقدرته.
* لأنه يربط أو يساوي بين نجاحه وفشله وبين نفسه يصبح وقحاً، ميالاً إلى التنافس مع الآخرين، لا يشعر بالأمان.
* يرى العالم مكاناً عدائياً وغالباً ما يشعر بأنه الضحية.
* يعتمد على التقدير الخارجي له (آراء الآخرين به مثلاً).
وعندما يحترم الشخص ذاته:
* يعرف أن قيمته الشخصية لا تتوقف على نجاحاته أو فشله.
* لأن ارتكاب الأخطاء جزء من عملية التعلّم، يوافق على أنه معرض للفشل وارتكاب الأخطاء.
* يقدّر التقدير ولكنه لا يعتمد عليه.
عندما يمتلك الإنسان احتراماً لذاته، فليعزز نمو شخصيته عبر التكرار لنفسه ما يلي:
أنا شخص يعرف قدرته. أحب نفسي، وأعتبر أن قيمتي الشخصية تتجاوز جسدي وعقلي وعواطفي وتتجاوز نجاحاتي وفشلي.
إنني كائن روحاني أملك إمكانيات لا يستطيع أحد سلبها مني. أدرك وأعي قيمتي وأعرف أني أستحق الاحترام والوقار.
كما أني أستحق القبول والحب على ما أنا عليه، وأعرف أني شخص هام وأني قادر على إحداث تغيير في العالم.
الحياة بالنسبة لي مغامرة قد تتخللها خيبات الأمل والمخاطر وقد يتخللها أيضاً الفرح والمكافآت.
عندما أتحمل مسؤوليتي كمواطن في هذا العالم، أخلق الواقع الذي أحلم به.
من يحترم ذاته هو شخص خال من القيود، يستطيع أن يقول: «نعم» للحياة. أهناك أهل لا يريدون الشيء ذاته لابنهم؟
كتاب هل نربي أولادنا أم نفسدهم- روزا بارسيو- دار الفراشة
التعليقات مغلقة.