عندما نقتل لأجل عقيدة أو دين، ما هو الدافع الفعلي؟ – د. سيرغيه لازاريف
القتل لأجل الدين:
إذا لم يكن في نفس الإنسان حب فلا وجود للرحمة. إذا وقف مثل هذا الإنسان أمام أن يختار بين حياة عشرات الملايين أو مهمته الأنانية الشخصية، فهو سيرسل إلى الموت أياً كان. هكذا كان كارل ماركس وفردريك أنجلز مستعدين للسلوك، وهكذا يتصرف الخارجون عن القانون والإرهابيون، وهكذا تصرف لينين وستالين وهتلر.
عندما يخضع الإنسان للمال وللقيم المادية وليس للعلاقة مع الله، يكون مستعداً للسلب والقتل.أما إذا نبذ الإنسان العلاقة مع الله من أجل مبادئ ومثل عليا مهما كانت، فإن هذا الإنسان مستعد لقتل الملايين. يمكن للقيم الروحية أن تحجب الحب الإلهي في داخلنا وأن تجعلنا نفقده بأهون مما تفعل القيم المادية بكثير. من حيث المبدأ، لقد وصلت البشرية إلى الحد المميت.
يحمل الإنسان خسارته معه إلى القبر عادة، أي الفشل في المحافظة على الحب للخالق والوحدة معه. يساعد الموت على الإحساس بتفوق الحب لله على كل ما هو روحي أو مادي. من حيث المبدأ يجري الأمر ذاته مع الشعوب والحضارات.
لا يستطيع الكثيرون تصور أي خطر هائل يكمن في الخضوع للروحانية وللجمال. فالوعي الذي يخضع للقيم الروحية هو مرتبط بالجسد ولذلك فإمكاناته محدودة ولا يمكن أن تكون الصورة التي يرسمها للعالم دقيقة، لذلك هو، الوعي، يجد نفسه مضطراً للجوء للعدوانية لكي يحمي تصوره للعالم. أما شعور الحب لله فيحمل في ذاته منذ البدء الصورة الكاملة للعالم التي تشمل ماكان وما هو كائن وما سيكون. لذلك من يكون شعور الحب بالنسبة له أهم من الوعي لا يكون عدوانياً، وإمكانيات التكيف مع العالم المحيط تكون لديه أكبر.
التعليقات مغلقة.