لماذا تختلف غيرة الرجل عن غيرة المرأة؟

عندما نقول غيرة نظن الغيرة واحدة ولكن الحقيقة أن الرجال يغارون لأسباب مختلفة عن النساء. إذن مم يغار الرجل ومم تغار المرأة؟ ولماذا هذا الاختلاف؟

تظهر الدراسات أن الرجال ينزعجون من خيانة المرأة جنسياً حتى لو لم يكن هناك علاقة عاطفية أما النساء فينزعجن من الخيانة العاطفية حتى لو لم يكن هناك علاقة جسدية.

اجريت دراسة جديدة عن الغيرة عند الجنسين. فماذا كانت الخلاصة؟
شملت الدراسة 63،894 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم ما بين 18 و65 عاماً. طلب الباحثون من المشاركين بالدراسة أن يحددوا ما إذا كانوا يتألمون أكثر من الخيانة العاطفية أو الخيانة الجسدية. فجاءت النتيجة أن الرجال يتأذون أكثر من الخيانة الجسدية فيما النساء يتألمن أكثر من الخيانة العاطفية

لماذا هذا الاختلاف؟
يعود السبب إلى برمجتنا الجينية فالرجل قديماً كان يهتم بأن تبقى زوجته ملتزمة بعلاقتها معه على الصعيد الجنسي لأنه ليس هناك طريقة يستطيع من خلالها أن يعرف ما إذا الطفل ابنه أم لا . فإذا كان على الرجل أن يورث الطفل كل ما يملكه فعليه أن يتأكد أنه ابنه، وأن جيناته ستظل جارية في الأجيال اللاحقة ولعل هذا هو السبب الذي يجعل الخيانة العاطفية أقل أهمية للرجل من الخيانة الجسدية.

أما المرأة فتواجه احتمالات أخرى فإذا كان الرجل على علاقة حب مع أخرى فهذا يعني أن الرجل الذي يساعدها هو وأولادها قد يتركها ويتركهم وهذا يقلل من احتمال قدرتهم على تأمين لقمة عيشهم وبقائهم على قيد الحياة. لذا الخيانة العاطفية بالنسبة للمرأة هي كل شيء.

ولكن الظروف الآن اختلفت فهناك القدرة على معرفة هوية الأب عبر فحص الحمض النووي والمرأة قادرة على إعالة نفسها وأولادها حتى لو تركها الرجل . فلماذا ما تزال الغيرة مختلفة بين الرجال والنساء ؟ السبب أن البرمجة الجينية لا تتغير بين ليلة وضحاها بل تحتاج إلى مئات بل ربما ألوف السنين حتى تتغير؟ فمتى تكتمل نظرية التطور ومتى يصيب التطور الغيرة ؟ هذا السؤال تجيب عنها أو تنفيه الدهور.