كيف يمكن أن تكون الثروة الروحية أخطر على خلاص الإنسان من الثروة المادية؟ سيرغيه لازاريف – Dr Sergey Lazarev
ما يثير الدهشة أن الجميع يدرك خطورة الثروات المادية، وهم يتحدثون عن ذلك منذ مئات السنين، ولكن الثروات الروحية أخطر بما لا يقاس، ونادراً ما يتم الحديث عن هذا.
لوم الآخرين والإحساس بالتفوق، كل ذلك من علامات التبعية للثروة الروحية. إن وجهة النظر الأساسية التي يجب أن ينظر المرء من خلالها إلى العالم هي الحب. إنه رمز وحدة الكون المطلقة، حيث ينضغط المكان والزمان في نقطة، حيث لا يوجد مفهوم الأعلى والأدنى، الذكي والغبي، حيث يتّحد كل شيء في الله.
لكن للحفاظ على تلك النظرة للأمور ولبلوغ هذا المستوى العالي من الحب، لا بد من اجتياز آلام روحية ونفسية، لم يكن الكثير من البشر مستعدين لاجتيازها في زمن ظهور الأديان، لذلك انحدر إدراكهم إلى مستوى التفكير المسطح الذي اعتادوا عليه من قبل. وبالتالي تغيرت صورة العالم التي قدمتها الأديان حتى لم تعد مفهومة. لم تتمكن الأجيال التالية من الحفاظ على المستوى الرفيع المطلوب، فانحدر كثير منهم حتى إلى ما دون المستوى الموجود قبل الأديان، إذ أعادوا فصل كل المتناقضات، بحسب التفكير المسطح، إلى جوهرين مختلفين تماماً. وعندئذٍ أصبحت الغاية ليست حب الله والتقرب منه، بل الجنة حيث يتلقى الإنسان شتى أنواع المتع والانفعالات الإيجابية. بينما من يسلك سلوكاً خاطئاً يسقط في جهنم حيث يتعذب إلى الأبد
التعليقات مغلقة.