لماذا يجب على المعلمين ألا يعطوا واجبات مدرسية لتلاميذهم ؟ وما هي البدائل ؟
بعد 25 سنة من دراسة نتائج الواجبات المدرسيّة وتحليلها توصّلت دِراسة هاريس كوبر إلى استنتاج قاطع:
– الواجبات المدرسيّة في المنزل تضرّ بالتلاميذ.
فصّل هذا الأخصّائي في الواجبات المدرسيّة العلاقة السببيّة بين الواجبات المدرسيّة ونجاح التلاميذ.
للواجبات المدرسية أثر إيجابي في الصفوف الثانويّة بينما تهبط هذه الحسنات في الصفوف المتوسّطة.
أما في الصفوف الابتدائية فليس هناك أي حسنات للواجبات المدرسيّة، وذلك بحسب ما أكّدته إيتا كرافوليك، بروفيسورة في جامعة أريزونا في الولايات المتحدة.
لماذا على المعلّمين ألّا يعطوا لتلاميذ الصفوف الابتدائية واجبات مدرسيّة؟
بحسب هذه الأبحاث التي نقدمها لكم من آي فراشة، هناك عدة أسباب لعدم وجوب إعطاء المعلّمين الواجبات المدرسيّة لتلاميذ الصفوف الابتدائية:
1- يمكن أن يكون للواجبات المدرسيّة آثار سلبيّة على سلوك الأولاد إزاء المدرسة
فأمام الأولاد الذين يبدأون بالذهاب إلى المدرسة سنين طويلة من الدراسة وآخر شيء يحتاجون إليه هو الاشمئزاز من المدرسة بل على العكس، على الأولاد أن يستمتعوا وهم يتعلّمون.
2- يمكن لإعطاء الأولاد واجبات مدرسية أن يدهور العلاقات الشخصيّة على المدى البعيد
في حين تهدف الواجبات المدرسيّة إلى تقوية العلاقات بين الأهل والأولاد وتعزيز انخراط الأهل في تربية الأولاد، يمكن للواجبات المعطاة في الصفوف الإبتدائية أن يكون أثرها معاكسًا. ففي هذا العمر يحتاج الأولاد إلى أن يذكّرهم أهلهم من أجل إنجاز واجباتهم.
بعد يوم طويل من الدرس في المدرسة، لا يريد الأولاد أن يقوموا بأي نشاط يتضمّن كلمة “عمل” قبل الخلود إلى النوم. للأسف غالبًا ما ينتهي الأمر بمعركة مؤلمة تظهر نتائجها بعد مرور عدّة سنوات حين يصبح للواجبات المدرسيّة حسنات…
3- الواجبات المدرسيّة تعطي للمسؤوليات معنًى خاطئًا
يؤكّد مؤيّدو الواجبات المدرسيّة أن هذه الأخيرة تساعد الأولاد على تحمّل المسؤوليات. ولكن هذا ليس صحيحًا إلًا عندما يكبرون. عندما يتوجّب على الأهل كل مساء أن يذكّروا أولادهم بان يقوموا بواجباتهم، يختفي هذا الأثر تمامًا.
4- الواجبات المدرسيّة تأخذ من وقت الأولاد ليتصرّفوا كأولاد حقيقيّين
بحسب الدراسات التي أجرتها Open Colleges والمُقّدَمة (باللغة الإنكليزية) في المقال “استبداد الواجبات المدرسيّة: 20 سبب لعدم وجوب إعطاء واجبات خلال العطلة”، فإن الكثير من الأولاد لا يمارسون الرياضة بما فيه الكفاية.
على جميع التلاميذ لا سيّما الأصغر سنًا منهم أن يمضوا أمسياتهم وعطلاتهم وهم يمارسون النشاطات البدنيّة ويلعبون في الخارج ويمارسون الرياضة مع أصدقائهم. وعلى المعلّمين والأهل أن يشجّعوا الأولاد على ممارسة النشاطات البدنية أكثر.
5- يحتاج الأولاد إلى الراحة لكي يكونوا أكثر إنتاجًا في المدرسة
هناك مشكلة أخرى مع الواجبات المدرسية وهي أنها تأخذ من وقت نوم الأولاد. في المعدّل يحتاج الأولاد إلى 10 ساعات من النوم في اليوم. ولكي تكون قدرتهم 100% في اليوم التالي يحتاج الأولاد إلى الراحة.
البدائل للواجبات المدرسيّة للتلاميذ الصِغار
لحسن الحظ هناك الكثير من البدائل لتجنّب حِمل الواجبات المدرسيّة الزائد الذي يخضع له التلاميذ الصغار.
إليكم أمثلة ملموسة لِما يمكن للمعلّمين والأهل أن يفعلوه لكي يتأكّدوا من بقاء التلاميذ مندفعين ومنفتحين إلى تعلّم أمور جديدة:
1- شجّعوا متعة المطالعة
بحسب الأبحاث ما ينجح أكثر من الواجبات المدرسيّة في الصفوف الإبتدائية هو المطالعة. إذًا يمكن للأهل والمعلّمين أن يحاولوا إيجاد مواضيع تثير اهتمام الأولاد. ثم حاولوا أن تشجّعوهم على مطالعة كتب حول الموضوع بمفردهم أو أن تقرأوا لهم هذه الكتب بصوت مرتفع بينما هم يستمعون.
على الرغم من أن تخصيص هذا النشاط بحسب كلّ تلميذ يتطلّب جهودًا أكثر من إعطاء واجبات مدرسيّة موَحَّدة لكافّة التلاميذ، إلّا أن حسنات المطالعة “الممتعة” كثيرة جدًا.
2- علِّموهم معنى المسؤوليات بفضل الأعمال اليومية
بدلًا من الاعتماد على الواجبات المدرسيّة لإعطاء الأولاد معنى لتحمّل المسؤوليات، من الأفضل أن تراهنوا على نشاطات يومية أخرى لتعليمهم تحمّل المسؤولية. مثلًا الاستيقاظ في وقت محدّد والاستعداد في الصباح وترتيب السرير والمساعدة في الأعمال المنزلية أو حتى الاعتناء بحيوان أليف.
3- علِّموهم أنهم سيبقون طوال حياتهم يتعلّمون أمورًا جديدة
يتعلّم تلاميذ الصفوف الإبتدائية أمورًا جديدة بشكل دائم. إذًا عندما يحرص الأهل والمعلّمون على أن يفهم الأولاد هذا المبدأ يصبح إنجاز الواجبات المدرسيّة لتعلّم أمر جديد طبيعة ثانية.
4- اصطحبوهم إلى المتحف
يمكن تعلّم الكثير من الأمور في المعارض العِلميّة أو الفنيّة! والأهم من ذلك أيضًا هو أن المعرفة والتجربة المكتسبتَين من خلال زيارة المتحَف لا يمكن اكتسابهما بأي طريقة أخرى. يمكن للأهل إذًا أن يبحثوا عن المعارض أو النشاطات التي تثير اهتمام أولادهم.
في الختام يمكن للأهل والمعلّمين أن يستفيدوا من الوقت المتوفّر بعد الدوام المدرسيّ لكي يجتمع الإبداع والمهارات الاجتماعيّة والتعليم بغية تقوية الخلفيّة التي يتلقّاها التلاميذ في المدرسة.
التعليقات مغلقة.