صبي يضحي بنفسه كي ينقذ أخته الصغيرة من قنبلة
كان ديما بافلنكو صبياً صغيراً لديه كل ما لدى طفل سعيد : منزل مريح، أهل محبون، جدة عاطفية وأخت صغيرة رائعة. لكن ذات يوم مرعب، تخلخلت حياة العائلة السعيدة واختفت السعادة في لحظة.
حرب أوكرانيا دمرت البلاد. لجأت عائلة ديما إلى منزل الجدة لأن الطابق الأرضي أكبر ومناسب أكثر للحماية من القذائف. لكن حتى الخروج إلى الحديقة كان خطراً. يروي أبو ديما :”لاحظت كيف كبر ابني فجأة. بالأمس، كان يلعب ألعاب الفيديو، لكن عندما بدأت الحرب في المدينة، أصبح جدياً ومسؤولاً أكثر ولم يعد يترك أخته أبداً وحدها. عندما كنا نحتاج للخروج إلى الباحة الخارجية، كان يلحّ على الذهاب أولاً ‘ ليلقي نظرة في الجوار'”.
لكن ذات يوم، لم يستطع أحد أن يتوقع هذه المأساة. خارجاً، كان كل شيء هادئاً، لم يكن مسموعاً أي صوت للمعارك. استطاع الولدان ديما وأخته ليرا أخيراً الخروج إلى الباحة. كان يتنشقان الهواء المنعش، وجهاهما البريئان مشرقان ويضحكان بشكل متواصل. كانت الصغيرة ليرا تلعب بمرح عندما سمعت فجأة أخيها يصرخ :”انتبهي !” رأى ديما القذيفة قادمة. دفع أخته الصغيرة إلى الأرض وغطى جسدها، بدون أن يهتم أدنى اهتمام بحماية نفسه. وبعد ثانية دوى صوت انفجار عنيف.
خرج أبو ديما فوراً. سمع صرخة ابنه. يتذكر بحزن :”ركضت نحوه ورأيتها…ساقه، تقريباً ممزقة بالكامل…لم تكن مربوطة بجسمه إلا ببضع خيوط”. بين شهقات البكاء والألم، سأل ديما بيأس :”هل هي على قيد الحياة ؟ هل هي تتنفس ؟ هل هي حية ؟” بينما كان ينزف كل دمه، لم يستطع الصبي أن يمنع نفسه من السؤال عن أخبار أخته. وبفضله، بقيت على قيد الحياة.
ركض عم ديما أيضاً إلى الخارج و”ربط” ساق ابن شقيقه بأول شيء وجده، حبل غسيل. تدبرت العائلة بطريقة أو بأخرى أن تتجاوز القذائف وأن تنقل ديما إلى المستشفى. في السيارة، لم يتوقف ديما عن ترديد اسم أخته. خسر الكثير من الدم وأصبح أكثر شحوباً أكثر فأكثر. وأغمي عليه سريعاً.
حاول اربعة أطباء أن ينقذوا حياته بشكل يائس. اعترف الجراح فلاديمير ستريلتسوف أنه في خلال 12 سنة من ممارسة الطب، لم يسمع أبداً قصة مماثلة. كان الكل في المستشفى يصلّون من أجل البطل الصغير : الأطباء، الممرضات، الطاقم الطبي والمرضى. شرح الأطباء لأهل ديما أنهم إذا حاولوا إنقاذ ساقه، فهناك احتمال كبير أن يصيب الالتهاب كل جسمه. الخيار الوحيد أمامهم هو بترها.
عندما استيقظ الصبي أخيراً، سُمح لأهله بأن يدخلوا إلى غرفته. حاول الأب أن يهيئ ابنه للخبر المرعب : لقد فقد ساقه. قال ديما :”بابا، أنا كبير الآن. أنا أفهم. متى نعود إلى المنزل ؟”. لم يستطع أبوه أن يمنع نفسه من أن يدير نظره ليخفي دموعاً حاول أن يحبسها طويلاً. لم يعد هناك منزل تعود إليه عائلة بافلنكو. لقد دمرته القذائف.
لكن قصة ديما لم تمر مرور الكرام. عندما نشرت الصحف قصة هذا البطل الصغير، ركزت على حاجته إلى ساق اصطناعية، وبدأ العديد من أهل الخير في جمع النقود. في خلال ثلاثة أيام فقط، جمعوا المال اللازم ! كان المتبرعون من كل مكان، من الجوار كما من الخارج. تقول العائلة :”نحن الآن نصلي لهؤلاء الأشخاص كل يوم. إنهم يصلّون من أجل ديما، ونحن نصلي من أجلهم”.
تم تصميم ساق صناعية خصيصاً من أجل ديما. يتعلم الآن هذا البطل الصغير كيف يعاود المشي ويتابع إعادة تأهيل في المستشفى. يقول الأطباء إن ديما سيعاود الركض من جديد قريباً وسيعود إلى حياته العادية.
كيف يمكن لقوة روح وإرادة وصبر ولهكذا بطولة أن تكون موجودة عند ولد بهذا العمر ؟ إنه مثال جميل للاحتذاء به !
إذا وجدتم هذه القصة من آي فراشة مؤثرة، لا تترددوا في مشاركته مع غيركم من الآباء والأمهات.
التعليقات مغلقة.