ما مدى الأمان في استعمال الواقي الشمسي لأطفالنا؟
مع مطالبة العديد من المنظّمات بتحسين اختبارات الأمان للمستحضرات الواقية من الشمس من أجل التحقّق من وجود جزيئات بالغة الصغر تُعرف ب nanoparticles، يسأل اليوم العديد من الأهل ما إذا كان اللوسيون الذي يمرغونه على أطفالهم ليحميهم من حروق الشمس يمكن أن يشكّل في الحقيقة خطراً على صحّتهم.
أطلقت المجموعة البيئية “أصدقاء الأرض” شكاوى تتهم مصنّعين استراليين – Antaria Limited وRoss Cosmetics – ينتجان أصنافاً مختلفة من المستحضرات الواقية للشمس بالتضليل والخداع لتسويقهما مستحضرات واقية من الشمس على أنها خالية من ال nanoparticles في حين أنها كانت تحتوي على هذه المواد.
وتزعم هذه المجموعة أن أن بعضاً من أهم أصناف المستحضرات الأسترالية الواقية من الشمس تحتوي على هذه الجزيئات، بما في ذلك منتجات مثل “Classic ” من Cancer Council؛ المستحضرين الواقيين من الشمس “Junior” و “Body” من Invisible Zinc؛ “Sports” من Coles؛ و”Clear Zinc” من Woolworths.
ما هي المواد nano وهل هي خطرة؟
المواد nano الموجودة في المستحضرات الواقية من الشمس هي جزيئات شديدة الصغر لا تُرى بالعين المجرّدة من المعدنين ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك، وهي أصغر بآلاف الأضعاف من قطر الشعرة. بحسب جمعية CHOICE التي تعنى بحماية المستهلك، تُظهر هذه الجزيئات الصغيرة خاصيّات تختلف عن خاصيّات الجزيئات الأكبر حجماً من المادة عينها، نظراً الى ارتفاع نسبة المساحة على الحجم. ويجعل ذلك الجزيئات شديدة التفاعل.
وهناك جدل كبير قائم حول ما إذا كانت هذه الجزيئات مضرّة بصحّة الإنسان أم لا، وبحسب مجموعة “أصدقاء الأرض”، يحتاج الأمر الى مزيد من الأبحاث. تقوم معظم دواعي القلق بشأن النانوجزيئات على صغر حجمها وامكانية دخولها الخلايا، مع العلم أن كيفية تفاعلها مع الأنظمة البيولوجية لا تزال مجهولة نسبياً. ويقول الدكتور كروشيتي، من “مشروع النانوتكنولوجيا” التابع “لأصدقاء الأرض”، ان ما يدعو للقلق هو أن القليل فقط من الأبحاث قد أجريت حول المخاطر الصحّية الناتجة عن المواد nano الموجودة في المستحضرات الواقية من الشمس.
لكنّ العلماء والأطبّاء المختّصّين بالجلد يشعرون بقلق متزايد حيال التأثيرات المضرّة بالصحّة لهذه الجزيئات الصغيرة، ومنها الخوف من احتمال تسبّب هذه الجزيئات الموجودة في المستحضرات الواقية من الشمس بمرض السرطان. ويضيف قائلاّ: “وجّه عدد من أطباء الجلد وعلماء السموم تحذيرات علنية تفيد بأن الأشخاص الذين يعانون من ضرر جلدي والأطفال الصغار والأشخاص الذين يستخدمون الواقي الشمسي بانتظام أكثر عرضة لتأثيرات هذه الجزيئات الصغيرة ويجب أن يمتنعوا عن استخدام المستحضرات الواقية من الشمس التي تحتوي عليها. ومن المثير للقلق أن الأشخاص الذين حاولوا تفادي المواد nano قد تعرّضوا للتضليل على هذا النحو.”
وتقول مجموعة “أصدقاء الأرض” إنه عندما يتعلّق الأمر بمعرفة ما إذا كان الواقي الشمسي يحتوي على هذه الجزيئات (الآن وقد بدا أن المعلومات على العلبة مضللة حسب زعمهم)، فإن أي مستحضرات واقية من الشمس تحتوي على المادتين الفاعلتين أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم ولا تترك أي أثر عند دهنها قد تحتوي على مواد nano.
حمعية السرطان: الجزيئات الصغيرة nanoparticles لا تشكّل أي خطر
تقول جمعية السرطان في أستراليا في صفحتها على الإنترنت بتاريخ أيّار 2013(وكانت مستحضراتها الواقية من الشمس قد انضمّت الى لائحة المستحضرات التي تحتوي على nanoparticles بالرغم من تسويقها على أنها خالية منها) ان النانو تكنولوجيا قد استخدمت في المستحضرات الواقية من الشمس لسنين عديدة.
وتقول جمعية السرطان، مستشهدةً مراجعة قامت بها في العام 2009 “ادارة السلع العلاجية” الاسترالية:
” حتّى هذا التاريخ، واستناداً الى أفضل البراهين المتوفّرة، يخلص تقييمنا الى أن النانوجزيئات المستخدمة في المستحضرات الواقية من الشمس لا تشكّل أي خطر.” وتضيف قائلة: “ولكن هناك الكثير من الأدلّة التي تثبت أن الواقي الشمسي يمكن أن يساعد في خفض خطر الإصابة بسرطان الجلد، لا سيّما سرطان الجلد غير المِلانوم.”
ما هي البدائل؟
بالنسبة الى المستهلكين الذين يخشون استعمال النانوجزيئات، هناك بدائل وكذلك معلومات قيّمة عليهم الاطّلاع عليها عند اختيارهم اللوسيون المناسب.
في ما يتعلّق بمعرفة ما اذا كانت هذه الجزيئات موجودة في المستحضرات الواقية من الشمس، خصوصاً اذا كنتم لا تثقون بالمعلومات الواردة على العلبة، تقول جمعية “أصدقاء الطبيعة” إن أي واقٍ شمسي يحتوي على المادتين الفاعلتين أكسيد الزنك أوثاني أكسيد التيتانيوم ولا يترك أيضاً أي أثر سيحتوي على الأرجح على نانو مكوّنات.
والمستحضرات الواقية من الشمس التي يمكنكم أن تكونوا واثقين من عدم احتوائها على نانوجزيئات هي التي تتشكّل مكوّناتها الفاعلة من مواد جزيئية تمتصّ الأشعة فوق البنفسجية مثل Octyl Methoxycinnamate و4-Methylbenzylidine Camphor وButyl Methoxydibenzoylmethane.
ويعود رواج المستحضرات الواقية من الشمس التي تحتوي على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم الى أنها تحمي من مجال أوسع من الأشعة فوق البنفسجية من أي المواد الجزيئية الممتصّة للأشعّة فوق البنفسجية
التعليقات مغلقة.