هل يجب أن نأكل نشويات أقل ودهوناً أكثر
هل يجب أن نأكل نشويات أقل ؟
أظهرت دراسات عديدة أهمية أن يتجنب مرضى السكري النشويات، وخصوصاً المكررة. فقد أظهرت دراسة صدرت سنة 2015، ان التقليل البسيط لكمية النشويات في الطعام له تأثيرات مفيدة على تكوين الجسم وعلى توزيع الدهون وعملية أيض الغليكوز، وهو يساعد هكذا على التقليل من خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني. في هذه المقالة، حلل الباحثون نتائج دراستين مقارنين بين الريجيمات الأكثر فقراً بالنشويات والريجيمات الأكثر فقراً بالدهون عند الأشخاص المعرضين للإصابة بالسكري.
الدراسة الأولى تناولت أشخاصاً بدينين أو وزنهم زائد، غير مصابين بالسكري، خضعوا إما لريجيم فقير بالدهون ( %55من النشويات، %18من البروتينات و %27من الدهون) وإما الريجيم فقير بالنشويات (%43 نشويات، %18بروتينات، %39دهون). في الأسابيع ال 8الأولى، كان الريجيم يعطي نفس عدد السعرات الحرارية التي يأخذها هؤلاء الأشخاص يومياً. في الأسابيع 8التالية، نقص عدد السعرات الحرارية 1000 كالوري في اليوم. بعد الأسابيع ال 8الأولى، أولئك الذين اتبعوا الريجيم الفقير بالنشويات فقدوا من دهون البطن أكثر من أولئك الذين اتبعوا الريجيم الفقير بالدهنيات. بعد الريجيم المنخفض السعرات الحرارية وفقدان الوزن، تبين أن أولئك الذين اتبعوا الريجيم الفقير بالنشويات، كانت الكتلة الدهنية عندهم أقل بنسبة %4,4من أولئك الذين اتبعوا الريجيم الآخر.
الدراسة الثانية تابعت 30امرأة مصابة بعارض تكيسات المبيض المتعددة، الذي يتميز بمقاومة الأنسولين. لقد خضعن لريجيمين مختلفين : أحدهما فقير بالنشويات والآخر فقير بالدهون. الريجيم الفقير بالنشويات خفّض معدل السكر في الدم على معدة فارغة، ورفع بشكل ملحوظ الحساسية على الأنسولين.
لم يُلاحظ أي تغيير في هذه العوامل مع الريجيم الفقير بالدهون. وبينما فقدت النساء، في الريجيم الفقير بالنشويات، من دهون البطن ودهون العضل، فقد خسرت النساء اللواتي اتبعن الريجيم الفقير بالمواد الدهنية، من دهون العضلات فقط.
أعلن الباحثون بعدها بأسف :”رغم الفوائد الصحية للنظام الغذائي القليل النشويات، فما زالت الهيئات الطبية والمؤسسات الرسمية لا تنصح به لعلاج السكري أو الوقاية منه”.
هل يجب أن “نأكل كل شيء بإعتدال” ؟
السلطات العامة تكرر دوماً :”يجب اتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن للحفاظ على صحة جيدة” أو أيضاً “ليس هناك أطعمة جيدة أو سيئة”. مع هذا، فقد كشف بحث ظهر في One PLOS، أن النظام الغذائي المتنوع هو غالباً أقل جودة من حيث النوعية، وهو يرتبط حتى بعملية أيض صحية سيئة.
أراد باحثون أن يعرفوا إذا كان هناك أساس علمي للنصيحة الشهيرة “يجب أن تأكلوا قليلاً من كل شيء”. فقاموا بتقييم العلاقة بين التنوع الغذائي، نوعية النظام الغذائي، البدانة على مستوى البطن، والسكري النوع الثاني. لهذا استخدموا المعطيات العائدة ل 5160شخص، كانت أعمارهم تتراوح بين 45و 84سنة في بداية الدراسة (بين 2000-2002)، غير مصابين بالسكري، مشاركين في دراسة عائدة ل Atherosclerosis of Study Ethnic-Multi.
النتائج : تنوّع غذائي أفضل لا يعني بالضرورة صحة أفضل. كما أن أولئك الذين يعتمدون التنويع في غذائهم أكثر، يزيد وزنهم أكثر من الذين يعتمدون نظاماً غذائياً أقل تنوعاً.
درس الباحثون أيضاً نوعية النظام الغذائي. في الواقع، التنوع الغذائي كان مرتبطاً بكميات أكبر من الأطعمة الصحية وغير الصحية على حدٍ سواء. يقول داريوس مظفريان أحد المشرفين على هذه الدراسة : “الأميركيون الذين يعتمدون الأنظمة الغذائية الصحية الأفضل لا يأكلون إلا عدداً محدوداً من الأطعمة الصحية”. هذه النتائج لا تشجع إذن فوائد النظام الغذائي المتنوع في الوقاية من البدانة والسكري.
التعليقات مغلقة.