هل يمكن أن تكون السمنة برمجة تجعلنا نأكل بالطريقة التي نأكل بها؟
السمنة مشكلة معقّدة لها ارتباطات نفسية وعملية بحياة المرء. والهوس بأشكال أجسامنا أصبح مرضاً مستشرياً. فهل من الممكن فكّ هذه البرمجة؟
إنَّ علاقـتـنا بالغذاء متشعّبة، فنحن نأكل لنـتغذى طبعاً، إلاَّ أنَّ للغذاء دوراً اجتماعياً وثقافياً مهماً في المجتمعات الإنسانية: فنحن نأكل لنحتـفل ونـتشارك، ونخفف من ضغطنا النـفسي ونشعر بالاطمئـنان أو حتى بالكراهية تجاه أنفسنا أثـناء نوبات الشراهة المرضية أو بعدها.
وتكمن المشكلة اليوم، في مجتمعاتـنا التي تـتمتع بالغنى والوفرة، في أنـنا نـتغذى كثيراً ولا نستهلك من الطاقـة سوى القليل.
هل يعني هذا أنَّ «وبـاء» السمنة الذي انـتشر في الدول الغـنيَّة، يمكن أن يتم احتواؤه بمعادلة حسابـية بسيطة عبر إرساء نوع من التوازن بين ما نأكله وما نستهلكه من طاقـة؟ هذه المعادلة غير واقعية لأنَّـها لا تأخذ بعين الاعتبار العناصر النـفسية والاجتماعية وحتى المرضية المختلفـة التي تعقّد علاقتـنا بالغذاء.لا شك أنَّ «الاعتدال في الأكل واعتماد الغذاء المتوازن» نصيحة ممتازة، شرط أن نـتمكّن من تطبـيقها عملياً.
يعاني 6.5% من أصحاب المهن الحرّة والمناصب المهنية العالية من زيادة في الوزن مقابل 23% لدى العمّال أو العاطلين عن العمل. لماذا؟
إنَّ الأسباب متعددة لكن ثمة سبب واحد أكيد ولا نـقاش فيه: فسعر كيس التشيـبس أقل من سعر كيلو الكوسى أو كيلو السبانخ، لا سيّما إذا أخذنا بعين الاعتبار حجم كيلو السبانخ بعد طهيه! إذن، ثمة تـناقض بين هذه التوصية الصحية العالمية وحقيقة أسعار الفواكه والخضار. ففي العديد من الدول تضاعف سعر الفواكه والخضار، لا بل تجاوز الضعف، خلال بضع سنوات، في حين أنَّ أسعار المشروبات الغازية لم ترتـفع إلاَّ بمعدل 20% وأسعار السكاكر لم تـزدد إلاَّ بمعدل 45%.
المصدر: كتاب الريجيم حقائق وأسرار لمؤلفه ليونيل نيغون والصادر عن دار الفراشة.
اقرؤوا أيضا من موقع آي فراشة:
هل النقص بالفيتامين D يسبب النحافة أم البدانة؟!
تابعونا أيضا على صفحتنا على الفيسبوك: ريجيم ورياضة
إذا أعجبتكم هذه المقالة التي قدمناها لكم من موقع آي فراشة, لا تنسوا مشاركتها مع أصدقائكم. شكرًا لكم.
التعليقات مغلقة.