قصة الملك والآنية المكسورة
قصة الملك والآنية المكسورة
هل يمكن لآنية مكسورة أن تنفع الملك في شيء؟
حضر تاجر مهمّ من بلاد بعيدة إلى بلاط ملك، حاملاً معه هدّية قيّمة جداً. لكن عندما فتحها أمام عرش الملك، صاح هذا الأخير:” هل أحضرت لي آنية ورد مشقوقة؟ خذها من أمامي لا أتحمّل أن أرى شيئاً مشعوراً أو مكسوراً !”
كان وزير الملك الحكيم حاضراً ورأى الحرج على ملامح الزائر المهمّ، فبادر الملك قائلاً:
– لماذا يا مولاي؟
نظر إليه الملك مستغرباً وقال:
– عجباً! كيف تسألني وأنت تعرف أن الأشياء المكسورة لا حاجة لأحد بها فما بالك بالملك؟!
– ليس دائماً يا مولاي.
– أثبت لي العكس إذاً!
– من القصب المسحوق نستخرج السكر الذي نعدّ منه أطيب الحلوى التي تليق بفم الملك. ومن الديدان نأخذ الحرير ونصنع لباساً يليق بالملوك. ومن الخشب المشقوق نصنع الورق لأروع الكتب!
استغرق الملك للحظات في تفكير عميق وهزّ رأسه موافقاً وتقبّل الهديّة من الزائر شاكراً.
ما العبرة من هذه القصة؟
الإبداع هو أن تصنع شيئاً من لا شيء. وأن تجد استخداماً لأشياء لم تعد مستخدمة.
وحتى لو وصل الإنسان إلى أعلى المراتب لن تنفعه شيئاً إن لم يكن قادراً على رؤية الطاقة الكامنة في كل الأشياء من حوله مهما كان شكلها الخارجي.
التعليقات مغلقة.