لماذا لا تشفينا الأدوية من المرض؟
بعدما أجريت بحثاً عن أكثر الأدوية التي يصفها الأطباء مبيعاً ، توصّلت إلى استنتاج بسيط: ما من دواء يشفي المرض من بين الأدوية العشرة الأكثر مبيعاً.
بعض هذه الأدوية يعالج الأعراض إلا أنه لا يعالج سبب المرض. ومعظم هذه الأدوية “وقائية” وحسب وتستخدم بعد وقوع المشكلة الصحية أيّ انّ الأمر أشبه بقول المثل “من ضرب ضرب ومن هرب هرب”.
مقولة: “الأدوية تشفي المرض” وهم
لعلك قرأت هذا الإعلان على المنتجات “الصحية البديلة”: هذا المنتج غير مخصص للتشخيص أو المعالجة أو الشفاء او الوقاية من أي مرض.
تستخدم الأدوية العشرة الأكثر مبيعاً “لعلاج” المرض بعد حصوله. ويمكنها أن تستخدم اعلاناً أقصرمن الذي نجده على المنتجات البديلة حيث تحذف كلمة واحدة: هذا المنتج غير مخصص لتشخيص أو شفاء أو الوقاية من أي مرض. وينطبق هذا الكلام على الأدوية العشرين الأكثر مبيعاً. وقد يقول البعض أن هذه الأدوية تقي من المرض، لكن اعلموا: أنّ ما من دواء يقي من المرض قبل تشخيصه. وهذه الأدوية تدّعي أنها “تقي من المخاطر” بعد تشخيص المرض.
ثمة العديد من الحقائق التي تستحق أن نعرفها:
الدواء الذي يشفي المرض لن يحقق أفضل المبيعات
تفضّل شركات الدواء من الناحية الاقتصادية أن تنتج أدوية “تتناولها باستمرار”. فالأدوية التي “تشفي المرض” لا تبيع بقدرها لأن الحاجة إلى هذا الدواء تنتفي مع الشفاء. إذا عملت شركات الأدوية على شفاء المرض فقط فستكون وكأنها تسعى للقضاء على عملها. فالأمراض محدودة في نهاية الأمر. وأنا أتساءل أحياناً ما إذا كان لدينا شركات أدوية أكثر مما لدينا أمراض.
يؤدي العديد من الوصفات الطبية إلى الوفاة
يشير الدكتور ميركولا Mercola إلى أن الجرعات المفرطة من الأدوية التي يصفها الطبيب تخطت حوادث السير كسبب رئيس للموت الفجائي في العام 2007، وذلك بحسب وزارة الصحة.
يمكننا أن نشفي العديد من الأمراض التي تعالجها الأدوية العشرين الأكثر مبيعاً
هذه المسألة هامة، فالأدوية العشرين الأكثر مبيعاً تعالج أعراض بعض الأمراض الشائعة جداً. ويمكننا في العديد من الحالات أن نشفي المريض من هذه الأمراض إلا أننا نصف حالياً الأدوية بدلاً من العلاج.
علينا أولاً أن نعود إلى أب الطب أي أبوقراط الذي يقول “الطبيعة نفسها هي أفضل طبيب”. كان يتحدث هنا عن شفاء المرض أيّ معالجة المرض عبر تحسين الصحة والعافية. كما قال أيضاً “دعوا الطعام يكون دواءكم ودواؤكم هو طعامكم”. وأخيراً، قال: “إن لم تكن طبيبك الخاص فأنت أحمق.”
ليست الأدوية العشرين الأكثر مبيعاً طعاماً ولا يمكنك شراؤها من دون وصفة طبية. وهي ليست من الطبيعة بل إنّ شركات تعمل على تصنيعها وتسويقها. ولا تسمح لك هذه الأدوية بان تكون طبيب نفسك إذ عليك أن تحصل على وصفة من طبيب لتشتريها حتى إن كنت أنت نفسك طبيباً. لا يتماشى أيّ من الأدوية الأكثر مبيعاً مع توصيات أبوقراط.
فضلاً عن ذلك، إذا شفيت مرض القلب الذي تعاني منه بطرق غير تقليدية، فهل ستدفع شركة التأمين الكلفة؟ لا. فشركات التأمين الصحي تدفع فقط لعلاجات محددة ومعروفة، وهي تدفع للعلاجات “المدرجة على اللائحة”. إن لم يكن العلاج مدرجاً على اللائحة وقد دفعت المال لقاء هذا العلاج الذي أدى إلى شفائك من مرض القلب، فإن شركة التأمين لن تغطي التكاليف. إذا نصحك به طبيبك فقد يتعرّض للتوبيخ لأنه نصحك بعلاج غير مدرج على اللائحة، بغض النظر عما إذا أدى إلى شفائك أم لا. إن شركة التأمين الصحي ليست تأميناً للصحة بل للمرض.
متى سنتعلّم نحن أن نشفي هذه الأمراض؟
والجواب هو: عندما تصبح الصحة فعلاً. عندما ندرس علم الصحة جيداً بقدر ما ندرس علم الطب. عندما تغطي شركات التأمين كلفة العلاج، عندما يركّز الباحثون على الصحة وليس على الأعراض، عندما لا تقتصر الأدوية على الأدوية المرخّصة، عندما نُخضع “أدوية المصادر المفتوحة” و”الأدوية المرخّصة” للاختبار نفسه أيّ اختبار القدرة على الشفاء.
التعليقات مغلقة.