هل أنت قائد ناجح لنفسك؟
القيادة الذاتية
كلّ يوم، توكل إليك مهمّات حافلة بالتحديّات التي يجلب بعضها السعادة والرّضا والبهجة أكثر من بعضها الآخر. أما كيف تواجه هذه التحديات وتتصرّف حيالها في العمل أو في المنزل فأمر يتوقف على أفعالك وسلوكك ومواقفك وما تبذله من جهد لدى تكليفك القيام بأيّ عمل. بعض التحدّيات سهل وبعضها الآخر صعب، لكن كيفية مواجهتك لها تحدّد في النهاية الخطوات التي ستتخذها ومدى نجاحك.
هناك مفهوم ينبغي أن نفكّر به بجدّية وهو القيادة الذاتية. وهذا يعني ببساطة أن نعي ونقرّ بأنّ كلّ واحد منّا مسؤول عن تصرّفاته وأفعاله في العمل بغض النظر عن الدور الذي نقوم به، ومركزنا الوظيفي. فالشعور بالرّضا في أي مجال عمل يرتبط، إضافة إلى ما يؤمّنه صاحب العمل (من دعم وتعاون ومحيط عمل مناسب)، بما يحتاجه كل فرد منا على المستوى الشخصي للإحساس بالرضا. ولتحقيق هذا الهدف ثمة عنصر جوهري هو أن ندرك أن لدينا خيارات وأننا مسؤولون عن أفعالنا.
من السهل أن نلقي اللوم على آخرين في الأوقات العصيبة؛ مع أنّ العودة إلى الذات وتحملّ المسؤولية هو الأساس الذي يُبنى عليه تحقيق الرضا وضبط النفس. ما أقصده هو أنّه من دون القيادة الذاتية قد نعجز تماماً عن تعلّم كيفية التمتع بعملنا إلى أقصى حدٍّ لأننا نركّز أكثر على الخارج (أي الآخر) وليس على الداخل (أي ذواتنا).
أولئك الذين يذهبون إلى العمل يومياً ولا يستمتعون بما يقومون به يشعرون بالعجز. إنهم يعملون فقط لمجرّد دفع الفواتير المترتبة عليهم ولتأمين عمل لكسب الرزق لا غير. أمّا الذين يستمتعون بعملهم ويجدون أنه يحفّزهم ويتطلعون لما يمكن أن يحمله المستقبل، فهؤلاء لديهم حياة مهنية.
صادر عن دار الفراشة
التعليقات مغلقة.