بدأ العلماء حديثاً باكتشاف أهمية السواك الذي يأتي من شجر الأراك، وبدأوا بإدخاله في تركيبة بعض معاجين الأسنان، لكن فوائده معروفة منذ زمن طويل.
صحة الفم والأسنان
يعقم السواك الفم ( يزيل الميكروبات، البكتيريا، الخ… ). هو يمنع التسوس وتوابعه، كما يقوي اللثة التي تصبح أكثر صلابة، يمنع تشكل طبقة البلاك على الأسنان، يجعل الأسنان أكثر بياضاً، يزيل رائحة الفك الكريهة، يقوي حاسة الذوق وينقي الصوت. من جهة أخرى، يساعد على الهضم، يهدئ الأعصاب، ويوقف إفراز السوائل المخاطية.
يحتوي السواك على حوالى 19 مادة لها خصائصها المفيدة لصحة الأسنان مثل المعقمات الطبيعية، حمض التانيك، الزيت العطري الذي يزيد إفراز اللعاب، ال trimethylamine، ال alkaloide salvadorine، الفيتامين C، أملاح معدنية مثل الكلور والفلور، معادن: الكبريت، الفوسفور، الكالسيوم، وخصوصاً السيليسيوم؛ بالإضافة إلى كميات غير محددة من الصابونين، الفلافونويدات والستيرويدات.
السواك تحت الميكروسكوب
بعد أن وضع الباحثون هذا المزيج على النار لدرجة الغليان : كحول + غليسيرين + ماء ( بكميات متساوية ) + شرائح مقطعة عرضياً من السواك، سجلوا وجود 3 طبقات :
1. الطبقة العليا مؤلفة من قشرة رقيقة ( مثل السنديان )
2. الطبقة الوسطى أكثر صلابة من سابقتها
3. الطبقة الداخلية رقيقة مؤلفة من ألياف سليلوز مرتبة بشكل متناسق جداً. الألياف مرتبة بالكامل في مجموعات كل منها من عشرة موضوعة جنباً إلى جنب.
تأثير طبقة البلاك على الصحة
بعد أن تخرب البكتيريا الخلايا الخارجية للثة، تتغلغل نحو الأوعية الدموية وتبلغ بعدها الدورة الدموية للجسم، فتصيب عدة أعضاء أخرى.
قام العلماء بدراسة وتصنيف هذا النوع من الالتهاب كما يلي:
تصل بكتيريا الفم من نوع ” profiromonaz jinjia fals ” إلى القلب، فتسبب الضرر للأوعية الدموية التي تغذيه إلى درجة أن تسدّها ( بسبب إفراز الأنزيمات التي تجعل الحوامض الدهنية تتراكم ). بكتيريا الفم من نوع ” hiliyou cobactir bilory ” تسبب تقرحات ( مناطق ملتهبة ) في الأمعاء. نوع آخر خطير جداً من بكتيريا الفم يسبب تراكم الأحماض الدهنية في الأوعية الدموية للدماغ، وهذه تقطع بالتدريج تغذيته بالأوكسجين. تصل أنواع أخرى من بكتيريا الفم، إلى العيون، الجلد، الكلى، والمفاصل.
السواك دواء فعال
نشرت، في العام 1961، مجلة علمية في ألمانيا الشرقية، مقالة بقلم الباحث Rowadart، مدير قسم الميكروبات في جامعة Rosto. قال فيها :” قرأت عن السواك وكيف أن العرب يستخدمونه كبديل عن فرشاة الأسنان في كتاب لرحالة زار أحد بلدانهم. تحدث هذا الرحالة عن الموضوع بطريقة ساخرة قائلاً :” كيف يمكن في القرن العشرين أن نظل نفرك أسناننا بعود من الخشب ؟ هذا يظهر تخلف ورجعية هذه الشعوب “. قال الدكتور روادارت إنه اهتم بالموضوع وحاول أن يبحث عن حقيقة علمية خلف هذه العادة، فصنع من السواك بودرة وضعها في انبوب اختبار مع زراعة ميكروبية. النتيجة أظهرت أن بودرة السواك هاجمت البكتيريا بنفس طريقة البنسلين ( وهو مضاد حيوي فعال جداً ). بعد 7 أعوام، أثبت د. Frédérique Foster هذه النتائج وبدأ يستعمل السواك هو شخصياً بشكل منتظم.
المركبات الكيميائية للسواك
سمحت أبحاث معمقة بتحديد الطبيعة الكيميائية لمكونات السواك :
* تحتوي الألياف على عنصر مضاد للالتهابات ذو طيف واسع وهو يؤمن بياضاً للأسنان، يثبت اللثة في مكانها ويمنع نزيفها ويعمل على تقويتها.
* عنصر يسمى “sinnigirin” له رائحة قوية وطعم مميز ذو مفعول مضاد للميكروبات.
* الفلور والسيليكا اللذان يجعلان الأسنان أكثر بريقاً. السيليكا تشكل طبقة لاصقة غير مرئية تغطي ميناء الأسنان وتحميه من تأثيرات البلاك وبالتالي من التسوّس.
* ال thrimethylamine الذي يشفي جراح اللثة ويقويها. هو يمنع التفاعل الكيميائي بين الغشاء المخاطي للفم والبكتيريا الموجودة فيه ( بتأثيره على الأوكسجين ) ويمنع تكاثرها.
* مضادات للالتهابات ومضادات للأجسام تعمل ضد بعض الأورام.
* الفلورين florene الذي يتفاعل مع ميناء الأسنان؛ ويحوّل ال hydroxyapatit إلى floroapatit مقوياً الميناء.
* السيليس silice بنسبة 4% الذي يذيب بلاك الأسنان، وبيكاربونات الصودا التي يستعملها صانعو معاجين الأسنان اعترافاً منهم بفوائدها.
* ال sylva yourya التي تحارب ضد تسوس الأسنان وأمراض اللثة.
* ال anisik acid الذي يساعد الرئتين على إزالة البلغم، وال ascorbic acid ومادة citocetral اللذان يقويان كلاهما الأوعية الدموية في اللثة.
* 1% من الزيت العطري الطبيعي.
* ال antralitone الذي ينظم وظائف الأمعاء.
الفرق بين السواك ومعجون الأسنان
بعد اكتشاف خصائص السواك وفوائده على صحة الفم والأسنان، قام الباحثون في طب الأسنان بتصنيع معاجين أسنان يدخل في تركيبتها السواك. أحدها اسمه ” Qualime swaks ” أنتجته شركة سويسرية شهيرة اسمها ” Farma Pazl Limited “، وقامت بإنزاله في الأسواق ولكنه لم يكن يملك فعالية السواك.
تساءل الباحثون لماذا، وقاموا بأبحاث جديدة حول فرك السواك بالأسنان. هذه الدراسات برهنت ظهور مركبات جديدة نتيجة الفرك لم تكن موجودة في ” Qualime Swaks “. بالفعل، هذه المركبات تتشكل نتيجة التفاعلات الكيميائية التي يتسبب فيها فرك الأسنان بالسواك بوجود أنزيمات اللعاب. أثبتت هذه المركبات الجديدة فعاليتها بقضائها على 97 % من البكتيريا في خلال وقت قصير. بعض هذه الأنزيمات يتم إفرازها كردة فعل على التغيير في حموضة الفم، وبعض مركبات السواك يتم إنتاجها نتيجة الميكانيكية الحيوية. يملك السواك إذن مفعولاً ثلاثياً : ميكانيكي، كيميائي وحيوي.
بالمقابل يحذر أطباء الأسنان من بعض معاجين الأسنان الغنية بالفلورايد التي تسبب التسمم عند الأولاد في حال ابتلاعها، بعكس السواك. برهنت جمعية أطباء الأسنان الأميركيين عدم فعالية فرشاة الأسنان في إزالة كل أنواع البكتيريا في الفم، بعكس السواك. بعد 14 يوماً من استعمالها، تحوّل البكتيريا فرشاة الأسنان إلى وسط ملائم لتكاثرها.
معلومات إضافية
أثبتت دراسة حديثة الحاجة الفيزيولوجية في العلاقة الميكانيكية بين اليد والفم. هذا هو الأساس الذي بنت عليه نجاحها صناعة السجائر وهي أيضاً النقطة المشتركة بين التعلق وعلاجه. النجاح في التخلص من السيجارة يتعزز باستخدام بديل صحي كحمل عود سواك ووضعه في الفم. من الأفضل إذن أن نضيف استعمال السواك إلى أي علاج للتوقف عن التدخين.