كلنا يعرف أن هناك أسبابا جسدية وراء وجع الظهر. فماذا عن الرابط ما بين حالتنا النفسية وأوجاع الظهر عنا؟ وما هو الثمن الذي يدفعه جسدك بسبب الصحة العاطفية السيئة؟
تتزايد الأدلة التي تشير إلى أن ألم الظهر وغيره من الآلام قد يتفاقم بسبب مسائل نفسية أو عاطفية.
والواقع أن الصحة العاطفية وقدرتك على معالجة الضغط النفسي الذي تتعرض له بشكل فاعل عنصر أساسي للوصول إلى أفضل صحة كما يمكن أن يؤثرا في قدرتك على التخلّص من ألمك بفاعلية.
إن كنت تكبت بعض المشاكل العاطفية وتعاني من صدمة لم تحلها بعد، فمن شأن هذا أن يؤثر في صحتك لاسيما على مستوى الألم الجسدي.
وتدعم دراسة أجريت في العام 2004 حول ألم الظهر هذه النظرية. فقد تابع الباحثون 100 مريض على مدار أربع سنوات. وخضع المرضى الذين ما كانوا يعانون من ألم في الظهر عند بداية الدراسة لاختبارات نفسية. بعدئذ، قارن الباحثون من أصبح يعاني منهم من ألم في الظهر ومن منهم بقي على حاله.
تشير النتائج إلى أنّ الأشخاص الذين سجلوا معدلات متدنية في الاختبارات النفسية كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للمعاناة من ألم الظهر في نهاية الدراسة.
ويرى العديد من خبراء الصحة من مجالات طبية مختلفة أنّ الصدمة النفسية والعاطفية تترك آثاراً خطرة على إمكانية إصابة الشخص بألم مزمن. ومن الأمثلة على ذلك الدكتور John Sarno، وهو معالج نفسي يستخدم تقنيات العقل- الجسد ليعالج المرضى الذين يعانون من ألم شديد في أسفل الظهر. وهو متخصص في مساعدة الأشخاص الذين يخضعون لعملية جراحية كي يتخلصوا من الألم أسفل الظهر لكن هؤلاء لم يسجلوا أيّ تحسّن.
إنها مجموعة صعبة من المرضى إلا أن الدكتور Sarno حقق نجاحاً بنسبة 80%! ويستخدم هذا الطبيب تقنيات مثل “تقنية التحرر العاطفي- Emotional Freedom Technique (EFT)، وهي تقنية أشبه بتقنية الوخز بالإبر تنشّط نقاط الطاقة في الجسم كله. من المؤسف أن الكثيرين يفوّتون هذا النوع من استراتيجيات العلاج لمجرد أنها تبدو “أبسط من أن تكون فعّالة.” وهم يعتقدون لسوء الحظ أنّ التخلّص من ألم الظهر يتطلّب الخضوع لعلاج قاسٍ أو تناول الأدوية.