علاقة الاباء و الابناء : كثيراً ما يصعب على الآباء التعبير عن مشاعرهم ولا يعرفون كيف ينشؤون رابط اً متيناً مع أبنائهم ولكن ثمة طريقة تسمح للآباء بأن ينشئوا رابطاً بأبنائهم ويظهروا لهم الدفء والاهتمام، طريقة لا تتطلب أيّ كلام.
تخيّلوا سام وهو أب لفتى في الحادية عشرة من عمره يُدعى براد. كان سام في المطبخ يُعدّ وجبة خفيفة عندما دخل براد من الباب الأمامي.
لم يلتفت براد إلى أبيه وبدا مكتئباً وموهن العزيمة. عندما بلغ الأريكة القديمة المريحة في غرفة الجلوس، ارتمى عليها وأغمض
عينيه وأخفى وجهه بذراعه ثم تنهد تنهيدة عميقة.
وضع سام قطعة جبن على شطيرة. شيء ما حدث لبراد بعد ظهر هذا اليوم… لكن ما هو؟ ثم تذكّر. اليوم هو موعد التجارب لفرق البايسبول للصغار.
وقد شكّل مظهر براد دليلاً على النتيجة:
كان سام يعلم أن براد بذل الكثير من الجهد في التمارين لكن الكثير من الأولاد الموهوبين يشاركون في هذه التجارب.
تنهّد سام وابتلع خيبة الأمل التي شعر بها بالنيابة عن ابنه.
بعدئذ، وضع المزيد من شطائر الجبن على الطبق وحمله إلى غرفة الجلوس مع كوب من الليموناضة الباردة.وضع الشراب والطبق
أمام ابنه من دون أن ينطق بكلمة ثم جلس إلى جانبه.
رمقه براد بنظرة لكنه لم يحتمل التعاطف الذي قرأه على وجه أبيه فعاد يخفي وجهه بذراعه فيما انهمرت دمعة ببطء على خده.
مد سام يده وداعب جبين ابنه. وراح يفرك رأس براد وعنقه بلطف حتى تنهد ابنه واستقام.
ابتلع براد جرعة من الشراب وقال بهدوء: «لم أستطع الانضمام إلى الفريق يا أبي. اختاروا جون أبوت بدلاً مني. إنه بارع في استخدام المضرب ولعله أفضل للفريق مني».
ثم رفع نظره إلى أبيه.
ابتسم سام ووضع ذراعه حول كتفي ابنه قائلاً: «أعلم أن أملك خاب يا براد لكني أعلم أيضاً أنك بذلت قصارى جهدك. أعلم كم تمرّنت بجد من أجل هذا».
وجلسا صامتين لبعض الوقت. وعندما استقام براد، ابتسم سام وقال:
«تناول شطيرة. لِمَ لا تنضم إليّ في المرآب حين تنتهي؟ يمكنني أن أستعين بك لإنهاء المقصورة التي أعمل عليها».
تكون طرق التعبير عن الحب التي لا تتطلب كلاماً أحياناً أفصح من أكثر الكلمات بلاغة لاسيما بالنسبة إلى الصبيان.
إنّ النظرة الدافئة واللمسة اللطيفة وصحن الشطائر جعلت براد يدرك أن أباه يفهمه.
تفتح طرق التعبير غير الكلامية الباب أحياناً للحوار والتفهّم وحلّ المشاكل.
إذا انتبهت لمشاعرك الخاصة ولمشاعر ابنك فستتمكن من إيجاد طرق لبناء رابط قوي بينكما يمكن أن يدوم مدى الحياة.
www.darelfarasha.com