سلاح الكلمة
يقول باولو كويللو: إن أخطر سلاح في العالم هو الكلمة. فكل الأسلحة الأخرى تترك أثراً وراءها يشير إلى نوعها وقوتها ومدى تأثيرها إلا السلاح الأخطر! فالكلمة التي نسمعها لا أحد يعرف مدى الأذى الذي يمكن أن تسببه”.
هذه الكلمة قد تبدو بريئة أو عاديّة أو طبيعيّة لكنها تحفر عميقاً في النفس وتدمّر حياة بكاملها.
يمكن للكلمات أن تبرمج الأطفال منذ الصغر. ويمكنها أن تحجم المرأة في كل مراحل حياتها. ويمكن أن تحدّ من إمكانيات الرجال وطاقاتهم على المدى الطويل.
ما هي الكلمة التي بقيت تتردّد أصداؤها في داخلك؟ هل تؤثر هذه الكلمة في مسار حياتك؟
أنت اليوم شخص راشد. أنت تستطيع أن تحدّد أي شيء يؤثر في أدائك وحياتك عامة. كن صريحاً مع نفسك. اذكر غلى ورقة ما هي الكلمات أو العبارات التي مازالت تؤثّر فيك منذ الطفولة. وضع قربها تذكير بأن من أسمعك إياها ربما كان الهدف لديه هو دفعك إلى الامام عن طريق استفزازك. لكن ماذا يمكنك أن تفعل حيال هذا الوضع؟
شكّك بالمعتقدات التي زرعت في رأسك منذ الطفولة> أنت لست ما يقوله الآخرون عنك حتى لو كانوا أهلك.
أكد لنفسك أنك لست ما يقوله الآخرون عنك. اكتب كل الكلمات أو العبارات التي تحزّ في نفسك. واكتب مقابلها التأكيد بأنك لست كذلك. أنت لست كسولاً لأنك تعمل وتنجز ما عليك أن تنجزه ضمن الوقت الذي يحتاجه. أنت لست عديم الإحساس لأنك تتعاطف مع الغير وتقدم المساعدة حيث تستطيع وبالمقدار الذي تستطيعه.
فكّر أن ما يقوله الآخرون عنك مجرد وجهة نظر. ما يقولونه عنك هو رأيهم الشخصي. وليس من الضروري أن يكونوا على حقّ.
قم بالتجربة بنفسك. إذا لم تجرّب أن تثبت عكس معتقداتك عن نفسك فقد تستسلم لها بسرعة وبدون مقاومة وتصدّق ما قيل عنك. أثبت لنفسك وليس لأي أحد آخر مهما كان مقرباً منك أنك لست بتلك الصفات أو النعوت التي أطلقوها عليك. يكفي أن تنجح مرّة واحدة في تبديد تلك الصورة التي ارتسمت في ذهنك عن نفسك حتى تصبح كل معتقداتك الباقية قابلة للتغيير.
أحط نفسك بالأشخاص الذين يدعمونك. هؤلاء تشعر معهم بالراحة وسهولة التواصل بدون أحكام مسبقة. وابتعد عمّن يحبطونك ويعكسون فشلهم عليك.
إن الصورة التي زرعتها فيك الكلمات المؤذية التي سمعتها من الآخرين في الطفولة والمراهقة يمكن أن تمنعك من تحقيق كامل قدراتك، وتعيق نجاحك في الحياة، كما يمكنها أن تجعلك بائساً. لكن أحد أهم الفوارق بين أولئك الذين ينجحون في الحياة وأولئك الذين يفشلون هي القدرة على تحديد المعتقدات التي تعيق تطوّرهم وعلى التخلّص منها.