أشكال الكذب
هل أنت شخص يكذب؟ قد تسارع إلى قول “لا طبعاً”، لكننا كلنا نكذب بشكل أو بآخر. الكذب له وجوه عدة وقد يتخفّى بأشكال لا تخطر ببالك.
هل تعرف هذه الأسباب؟ تعرّف إليها لترى إن كنت تكذب من وقت لآخر!!
اختصار الخبر: حين تختصر خبر ما تخفي عن قصد أجزاء منها لأنها لا تناسبك. هذا يعتبر كذباً حتى لو كان لا يتضمن تلفيق الأكاذيب. إن إخفاء معلومات وإبراز أخرى ضرب من الكذب المموّه لأنك لا تقول كل الحقيقة.
السيطرة على ردّ الفعل: عندما يكون تعبيرك أو رأيك بشيء ما مخالف للتعليق الذي يصدر عنك فهذا نوع من الكذب. أن تلبس قناعاً لا يعكس مشاعرك الحقيقيّة. لعلك غير موافق على ما يقوله الآخر لكنك لا تريد أن تدخل في جدال فتوافقه دون مناقشة ودون التعبير عن رأيك.
المبالغة: إن إضافة التفاصيل الكثيرة غير الحقيقية على خبر ما أو المبالغة في الكلام عن شيء ما يُعدّ كذباً أيضاً. عندما تبالغ أنت لا تعبّر عن نفسك بصدق وذلك يؤذي بالدرجة الأولى احترامك لنفسك واحترام الآخرين لك. ثمة فارق كبير مثلاً بين إظهار مهاراتك الفعلية وتعظيم قدراتك بشكل مبالغ فيه ولا أساس له من الصحّة. أن تبالغ مثلاً في شرح التقدّم الذي تحرزه في عملك لمديرك لا بدّ في النهاية إلى أن ينكشف ويبان عدم ملاءمة كلامك للواقع. وهنا تصبح المشكلة مزدوجة.
حماية الذات: غالباً ما نكذب لحماية أنفسنا إما من المساءلة وإما من اللوم. ولعلّك أيضاً تحمي نفسك من خلال عدم البوح بمشاعرك الحقيقيّة. أنت تخشى ربما أن يستهان بك أو يعتبرك الآخرون تحصيلاً حاصلاً، أو ينتقدوك من دون أن يفهموا وجهة نظرك. لكن تأكد أن محاولة حماية نفسك بالكذب تبعدك أكثر فأكثر عن تحقيق أحلامك.
الثرثرة والنميمة: إنها وباء منتشر ومعدٍ جداً. نقل الأخبار من دون التأكد من صحتها، الكلام بالسوء عن الناس في محاولة لكشف عيوبهم وإظهار أنك أفضل منهم. كلّ هذا يدخل في إطار الكذب. هذا السلوك يؤذي علاقاتك مع الآخرين. أما إذا تخلّيت عنه فستبدو أكثر صدقاً ومصداقيّة وتعاطفاً.
الكذب عن سابق إصرار وتصميم: إنه الشكل الواضح من الكذب الذي يكمن وراءه سوء النيّة. إنه الكذب المقصود بهدف الأذيّة أو إخفاء عمل مشين.
الكذب في كل مستوياته سلوك يلحق الأذى بالكاذب على جميع الصعد النفسية والروحيّة وحتى الجسديّة. عليك أن تقرّر ما إذا كنت تريد أن يصدقّك الناس ويثقوا بك وأن تكسب احترامك لنفسك وتعيش حياتك بصدق. هذا العالم قد لا يكون مثالياً ولا الحياة فيه سهلة ولا الحقيقة يسهل قولها دائماً، لكنك ستعيش بسلام أكبر إذا علمت أن العالم المصغّر الذي تعيش فيه حقيقي لا كذب فيه.