هل يستيقظ ابنك ليلاً بسبب الكوابيس ؟ أم هل يبكي أثناء النوم؟ وهل يشعر بالقلق عند الاستيقاظ؟ أم هل يستيقظ باكراً قبل بقية أفراد العائلة؟ أتريدون حلاً لهذه المشاكل ولا تعرفون كيف؟ إليكم الحل.
هناك ثلاث عمليات أساسية بإمكانك اتباعها لمعالجة هذه المشاكل كلها:
إذا شعر ابنك بالضيق أثناء الليل، اذهبي إليه حالما تستطيعين
أعتقد أنك تظنين أنك إذا استجبت بسرعة لقلق ابنك أثناء الليل، فسيعتبر ذلك «كمكافأة» لهعلى استيقاظه، وهكذا سيبدأ بالاستيقاظ والبكاء أكثر فأكثر.
إنما العكس هو الصحيح عندما يقتضي الأمر التعامل مع الكوابيس أو مع الضيق الذي يعتريه أثناء الليل.
فكري بالأمر من منظورك. إذ أنه من الممكن في غياب ضوء النهار الأنيس والمفرح، أن تبدو المخاوف أسوأ مما هي عليه فعلاً.
ينطبق نفس الأمر على طفلك، لذلك إذا استطعت الإسراع في ذهابك إليه وطمأنته، فيرجح أن يسترخي وأن يعود إلى النوم مجدداً أكثر مما إذا تركته يتعامل وحده مع قلقه.
وفي المقابل، إذا أعرته الكثير من الاهتمام، إذا منحته مثلاً الكثير من التطمين وانهمكت به أو قرأت له قصة طويلة جميلة،
فمن المرجح عندها أن يعتبر ذلك كطريقة لنيل المزيد من الاهتمام.
مما يعني أن عليك أن تخلقي توازناً دقيقاً بين تقديم ما يكفي من التطمين على أن لا يصبح هذا مكافأة لها لاستدعائه لك.
وفي أغلب الأحيان، لن يكون صاحياً تماماً عندما تذهبين إليه،
وبالتالي لن تكسبي شيئاً من إيقاظه بشكل كامل لطرح عددٍ من الأسئلة عليه.
تحققي فقط من المشكلة :
هل يبكي؟ هل راوده حلم مزعج؟ أم أنه قلق لأمر ما؟ ثم اهتمي بتلك المشكلة. لا داع لجلسة علاج.
إذا كان مبللاً غيِّري له ثيابه من دون توبيخه ثم اصطحبيه إلى المرحاض إذا طلب منك ذلك.
وإذا راوده حلم مزعج، قولي له إنه «مضى» الآن ولكن لا تذكري أن ذلك الحلم غير حقيقي،
إذ تبدو الأحلام و الكوابيس واقعية بالنسبة للكثير من الأطفال في هذه المرحلة.
أخبريه أنه ما من داع للقلق من أي شيء كان يقلق منه لأن ذلك أيضاً قد مضى بعيداً الآن.
لا تستمري في الشرح أو تتطرقي إلى مواضيع أخرى، قومي فقط بتهدئة روعه وطمأنته، وحالما يسترخي ألقي عليه تحية النوم وغادري.
قد تعرفين الكثير من هذه الليالي، ولكن إذا عالجتها بهذه الطريقة، سيقلّ على
المدى البعيد احتمال نشوء طفل مضطرب،
بدل أن تقومي بالانهماك به أو أن تتركيه يواجه ذلك بمفرده.
اجعلي غرفة نومه آمنة ومريحة
تأكدي من أن طفلك يحبّ غرفته.
هل هي دافئة بما يكفي؟ هل يتواجد فيها ضوء خفيف في حال استيقظ ليلاً؟
هل الممر مضيء كفاية إذا أراد الذهاب إلى المرحاض؟
هل تحتوي على قصصه المفضلة وعلى ألعابه التي يحب احتضانها وعلى قطع تركيب ليشغلها عندما يستيقظ في الصباح ؟
هل فيها كوب ماء بمصّاصة إذا عطشت؟
اثني عليه بسخاء عندما يقوم بمبادرة أو عندما يظهر شيئاً من الاستقلالية
عندما تذهبين إلى غرفته في الصباح، إذا وجدته يتكلم مع دميته عمّا جرى في اليوم السابق أو يتأمل كتاباً ما أو إذا أخبرك أنه عطش في الليل وشرب بنفسه من الكوب،
امدحيه بسخاء حتى لو كان قد أراق كمية من المياه أو تكلم مع دميته بصوت عالٍ قليلاً.
عندما تمدحين استعراضاته التي تنم عن استقلالية، فإنك بذلك تدعمين السلوك المطلوب مع الوقت،
كما يعني أنك ستقللين من فرص احتمال حدوث تصرفات غير مرغوب بها، وكذلك ستدفعينه بذلك ليكون فخوراً بنفسه وهذا بدوره سيغذي تقديره لذاته.