الحياة تعطى لمن نحب مرّتين وأكثر وليس هناك تضحية مثل تضحية الاهل . هذا ما قام به طارق مشتاق عندما علم أن ابنه محمد علي مشتاق يحتاج لعملية زرع كبد وإلا فلن يعيش.
20 بالمئة من كبد الوالد كانت كافية لإنقاذ الطفل ذي الأسابيع التسعة. ففي السادس من ديسمبر 2013 أجريت عملية استئصال
20 % من كبد طارق لتزرع مكان كبد ابنه الذي استؤصل بالكامل.
هذه النسبة من كبد الوالد هي بمثابة كبد كامل للطفل الصغير وسوف تنمو معه لتقوم بكل وظائف الكبد الطبيعي.
إن محمد علي الذي ولد وهو يعاني من مرض في الكبد لم يكن
لتكتب له الحياة لولا هذه عطيّة الحب هذه من والده.
علماً أن هذا الأخير خضع قبل الموافقة على أخذ جزء من كبده
لفحوص كثيرة واختبارات نفسيّة طويلة لتتأكّد من أنه مستعد لهذه الهبة.
ويقول طارق:” أنا وابني نحمل آثار الجروح نفسها على جسمنا.
وسأذكر ما حييت أنني استطعت أن أقوم بهذه التضحية لأجله.”
أجريت العملية الجراحيّة للوالد في مستشفى سانت جون في ليدز، بريطانيا.
ونقل الجزء المستأصل من الكبد إلى مستشفى آخر حيث كان الطفل بانتظاره.
اليوم تغيّرت حياة الطفل إلى الأبد وتقول والدته أنه عاد يبتسم ويلعب والأطباء يتوقذعون أن يتعافى قريباً بالكامل.
ويقول الوالد طارق:” أنا أوصي أي عائلة تواجه مثل هذه المشكلة بأن تقدم على التبرّع .
هذه المحنّة جعلتنا عائلة أكثر لحمة وارتباطاً إلى حدّ أنني أبكي حين أفكّر بالأمر.”
ليس هناك اعظم من التضحية وليس هناك من يضحي بدون اي تردد مثل الاهل و تضحية الاهل هي المثال الاصدق لكل انواع الحب والتضحيات.