كيف تساعدون أولادكم على السيطرة على الغضب

يمرّ كل طفل – وكل بالغ – بأوقات يشعر فيها بالغضب. انه انفعال طبيعي
وصحّي تماماً. والهام هنا هو كيفية تعاملنا مع الغضب.

بحسب عالمة النفس سالي – آن ماكورماك، من “الجمعية النفسية الأسترالية”، يلعب الأهل دوراً أساسياً في تعليم أولادهم كيف يتعاملون مع الغضب.

وتقول سالي – آن: “من المفيد للأولاد أن يفهموا أن لا بأس في الشعور بالغضب. انه أحد الانفعالات العديدة التي نشعر بها. ولكن، يجب أن يتعلّم الأولاد كيف يسيطرون على مشاعرهم ويتعاملون مع غضبهم بالطريقة المناسبة.”

هناك ثلاثة أمور على الأولاد تعلّمها بشأن السيطرة على غضبهم:

كيف يتعرّفون الى غضبهم

الطرق التي تسمح لهم بالاحتفاظ بهدوئهم

كيف يعبّرون عن مشاعرهم بالطريقة المناسبة.

وتتابع سالي – آن قائلة: “عالجت مرّة صبياً في السابعة أو الثامنة من العمر. في هذه السن يمكننا أن نتحدّث عن كيفية شعور الولد عندما يغضب وكيف يستجيب جسمه. ربما يمكنه أن يشعر بالحرّ أو باحمرار وجهه، أو أنه يبدأ باغلاق قبضتيه بقوة أو شدّ عضلاتهز ويمكن أن يتغيّر تنفّسه أيضاً.

“ما أن يبدأ بالترّف الى علامات الغضب، يمكنه أن يتعلّم الطرق المناسبة للسيطرة على غضبه.”

نصائح عملية للأهل حول السيطرة على الغضب

أهم تقنيات السيطرة على الغضب التي يوصي بها الاختصاصيون:

كونوا القدوة في السيطرة على الغضب. هذه النصيحة الأهم التي تقدّمها سالي – آن الى الأهل. يتعلّم الأولاد السلوك عبر مشاهدة قدوتهم في الحياة، أي أمّهم وأبيهم. “كونوا واعين جدّاً لطريقة تعاملكم مع غضبكم أمام أولادكم. لا تحجموا عن التعبير عن شعوركم بالغضب ولكن انتبهوا جيّداً لطريقة تعبيركم عنه. ” إذا رأى الأولاد أهلهم يفقدون هدوءهم أو يستشيطون غضباً، فمن المنطقي أن يعتقدوا ذلك طبيعياً.

افهموا كل طفل بمفرده. يختلف الأطفال بعضهم عن بعض – بعضهم “مركّب” للتعبير عن غضبه، في حين أن بعضهم الآخر نادراً ما يفقدون هدوءهم.  تكفي معانقة بعض الأطفال لتهدئتهم في حين يحتاج بعضهم الآخر الى بعض الوقت بمفردهم ليهدأوا. اكتشفوا ما الذي يطلق غضب صغاركم واكتشفوا ما الذي يهدّئهم.

علّموهم طرقاً فعّالة لتهدئة غضبهم. عند دخولهم المدرسة الابتدائية، يكون العديد من الأطفال قد تعلّموا كيفية السيطرة على غضبهم. يمكنكم أن تعلّموهم أن يأخذوا نفساً عميقاً أو يبتعدوا أو حتّى يخرجوا ليركضوا بضع دورات حول الحديقة. ويحتاج الأطفال الصغار بين سن المشي وسن الدخول الى المدرسة الى مساعدتكم وتوجيهاتكم في تطبيق طرق التهدئة.

اشرحوا أي السلوكيات غير مقبولة. يحتاج الأطفال الى معرفة أن السلوك العنيف أوالعدواني والسباب وتوجيه الإهانات والتصرّف ****ناستي هي طرق غير مقبولة للتعبير عن الغضب.

لاحظوا السلوك الحسن واثنوا عليه. اذا رأيتم طفلكم يسيطر على غضبه في وضع صعب، قولوا له كم أنتم فخورون لأنه حافظ على هدوئه حتّى عندما كان غاضباً. وتقول سالي – آن: “يزيد احتمال تكرار الطفل للسلوك الذي تمّ دعمه إيجابياً.”

أعطوا الطفل كلمة “أمان”. في حالة الأطفال الذين قد يجدون صعوبة في السيطرة على غضبهم، من المفيد جدّاً اعطاؤهم كلمة يستطيعون استخدامها عندما لا ينجح أي شيء آخر. وتقول سالي – آن: “تستطيع كلمة الأمان هذه مساعدتهم على التعبير عمّا يشعرون به خصوصاً اذا وجدوا أنفسهم في حالات غضب تجاه أهلهم أو معلّميهم.”

اجعلوا الأطفال يستخدمون الكلام. بعد أن يكون الأطفال قد اكتسبوا ما يكفي من المهارات اللغوية، شجّعوهم على التعبير عن غضبهم بالكلام ومن ثمّ البوح بما يغضبهم ولماذا.

متى تستشيرون الاختصاصيين ل على الغضب

تقول سالي – آن: “قد يحتاج طفلكم الى المساعدة ليتعلّم السيطرة على غضبه إذا كان الغضب قد بدأ يؤثّر سلباً في حياة الأسرة الطبيعية. كأن تقلقوا مثلاً بشأن الخروج من البيت خوفاً من أن يصبح طفلكم شديد الاهتياج، أو اذا كنتم تخشون أي سلوك عنيف.”

“ثقوا بحدسكم – سوف يعلم معظم الأهل اذا كانت مشكلة غضب ولدهم تصبح خارج السيطرة.”

ان الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها اذا اعتقدتم أن طفلكم بحاجة الى المساعدة على السيطرة على غضبه هي أن تحدّدوا موعداً مع طبيب الصحّة العامة الذي سيحيلكم الى عالم نفس أو طبيب أطفال أو اختصاصي آخر ملائم في المجال الطبّي.

أولادالغضبسلوكسيطرة