النجاح والحب
ليس في الدنيا أمٌ لا تريد النجاح لابنها في حياته. كثيرات من الأمهات يرغبن في أن يكون ابنهن هو الأفضل والأنجح، فيبدأن بوضع آمالهن الكبيرة على كتفي ابنهن الصغير الضعيف.
فإذا حقق الابن الأمل المرجو منه، تمدحه أمه وتحبه وتفخر به كرجل، أما إذا لم يحققه فإنها تعرض عنه. وهكذا يفهم الطفل أن الحب والتفوق هما الشيء ذاته. وبعد أن يكبر الإنسان، يسعى بنفسه نحو القمة، أي نحو الحب. حاول أن تشعر وتدرك قوة هذا الفخ.
إذا كان الصبي ناجحاً فإن أمه تمنحه المحبة، أما الفشل والخسارة فيعنيان غياب المحبة. بهذه الطريقة يأتي إلى العالم المرضى النفسيون. ولهذا، جميع الناس يسعون، بدرجات متفاوتة، إلى أن يكونوا أفضل من الجميع وأن يتواجدوا في القمة. وجميع الناس هم، بدرجة معينة، مرضى نفسيون.
وهكذا فإن الصبي ينزاح إلى الأعلى، وفي كل مرة يحقق فيها آمال أمه فيه، يحصل على دفعة من المحبة. إنه يحاول ويسعى نحو الهدف، ويصبح أرفع وأفضل، وأمه تفخر وتعجب به. فبالنسبة للرجل، لا شيء مرغوب في الدنيا أكثر من نظرة الإعجاب في عيني المرأة. فهذه النظرة مليئة بالوعود والرجل يزدهر تحت نظرة كهذه.
كيف ينزاح الإنسان نحو الأعلى؟ بمساعدة “الأنا” ( أنا الأرفع – أنا الأفضل – أنا أعرف كل شيء – أنا محق دائماً )، إنه الكبرياء باختصار والخوف من الهزيمة. فعندما يقوي الإنسان نصفه العلوي، يضعف نصفه السفلي. ولهذا ينتشر عند الرجال مرض البروستات، وعند النساء الأمراض الجنسية والتناسلية على أنواعها.