تصوير الله
لماذا يحظر تصوير الله؟ لأن إلحاق الصفات الإنسانية بالخالق قد يحوِّل التوحيد إلى وثنية دون أن نلاحظ ذلك. إن الخضوع للإنسان واعتباره بمثابة إله، يؤدي إلى الأمر ذاته. ليس مصادفة أن السيد المسيح كان يؤكد دائماً أنه ابن الإنسان.
الله وحده بلا خطيئة. يستحيل وجود إنسان بلا خطيئة. فإذا أمكن حتى للملاك أن يتكبر ويصبح خاطئاً، فماذا يمكن القول عن الإنسان؟ لذلك يؤكد المسيح من جهة أنه إنسان حي واقعي، ومن جهة أخرى يؤكد أنه هو والخالق شيء واحد، لأن الحب الذي يوحده مع الخالق خالص له لا يشاركه فيه شيء. فالوحدة بين طرفين متنازعين مستحيلة من دون وجود مفاهيم وأسس واحدة. والحب لله هو رمز الوحدة العليا في الكون، وكل إنسان متحد بالخالق في أعماق نفسه.
عند السيد المسيح كانت هذه العلاقة واقعية مرئية واعية. كلما اتسعت الحقيقة، كان فهمها أشد تعقيداً. كما أن الفهم السطحي للحقائق العظمى يؤدي إلى تصغير شأنها بالكامل. قد يشوّه استبدالنا المنطق الإلهي بالمنطق الإنساني الصورة الحقيقية للعالم دون أن نلاحظ ذلك. أنا أعتقد أن التسليم بعصمة بابا روما عن الخطأ كان أحد العوامل المهمة في انزلاق الكاثوليكية إلى الوثنية. لقد أكد المسيح أنه لا يمكن أن يكون دون خطيئة، وهاهم في العصر الحاضر يعطون العصمة لمرتبة دينية.