الواقع: تشير التقارير إلى أن الضغط النفسي عند الأولاد يرتفع وأن الأهل لا يدركون غالباً مدى الضغط النفسي الذي يتعرّض له الأولاد.
يواجه كل طفل الضغط النفسي بشكل مختلف. ولا بد من أن نتعلّم كيف نقرأ إشارات الطفل الخاصة لنساعده، وأن نكتشف ما
هي الأحداث أو المسائل التي تسبب له القلق لنعلّمه طرقاً صحيّة للتحكّم بالضغط النفسي ومواجهته.
الضغط النفسي: أحد ابرز المشاكل الصحية عند الأطفال
أصدرت الجمعية الأميركية للطب النفسي (APA) نتائج دراسة مثيرة للقلق بشأن الأولاد.
شملت دراسة “الضغط النفسي ” التي أجرتها Harris Interactive على 1206 ولداً تتراوح أعمارهم ما بين 8 و17 عاماً فضلاً عن 1568 راشداً.
وكشف التقرير الذي استند إلى أبحاث سابقة، أن الضغط النفسي هو أحد أهم المشاكل الصحيّة لدى المراهقين ما بين الصف التاسع والصف الثاني عشر.
ومن النتائج الرئيسية التي توصّلت إليها الدراسة:
“يقلل الأهل من خطورة الضغط النفسي الذي يتعرّض له الأولاد.”
ما ينبغي ألا ينساه الأهل والمدرّسون: أولادنا يتعرضون لضغط نفسي اكبر بكثير مما نعتقد.
إليكم بعض الإشارات المعبّرة:
– 31% من الأهل يقولون أن أولادهم لا يعانون من ضغط نفسي أو أن الضغط النفسي لديهم محدود جداً مقابل 9% من الأولاد فقط يشيرون إلى أنهم لا يعانون من ضغط نفسي أو أن الضغط النفسي لديهم محدود
- يقول التوائم (30%) والمراهقون (42%) إنهم يعانون من آلام الرأس مقابل 13% من الأهل
- يذكر التوائم (39%) والمراهقون (49%) أنهم يواجهون صعوبة في النوم مقابل 13% من الأهل
- يشير التوائم (27%) والمراهقون (39%) إلى أنهم يفرطون في الأكل أو لا يكثرون من الأكل مقابل 8% من الأهل
فضلاً عن ذلك، يميل التوائم والمراهقون أكثر من الأهل إلى الإعلان عن أن معدلات الضغط النفسي لديهم ارتفعت في السنة الماضية.
يقول حوالى نصف المراهقين (ما بين 13 و17 سنة) إنّ قلقهم ازداد عن العام الماضي فيما 28% فقط من الأهل يظنون أن الضغط النفسي لدى أولادهم المراهقين قد ارتفع.
إذن، ما الذي يسبب الضغط النفسي عند الأولاد ؟ إليكم ما يقوله الأولاد:
- 44% من الشباب يقولون إنّ تحقيق نتائج جيدة في المدرسة يسبب لهم ضغطاً نفسياً
- 30% من الشباب يقلقون بشأن دخل العائلة المالي
- 29% من المراهقين يقولون إنهم يقلقون بشأن الالتحاق بجامعة جيدة أو بشأن اتخاذ القرار المناسب لمرحلة ما بعد المدرسة
- 22% من المراهقين يقلقون من عدم الانسجام مع الأصدقاء
لو أجريت الدراسة اليوم لأضيف إلى اللائحة من دون شك “الطقس السيء” و”عمليات إطلاق النار”.
يقول الأطباء النفسيون إنّه إذا لم يتعلّم المراهقون طرقاً صحية للتحكّم بالضغط النفسي اليوم فسيترك ذلك تبعات صحية خطرة طويلة الأمد.
وجدت الأبحاث أنّ ما بين 8 و10% من الأطفال والمراهقين يعانون بشكل خطر من أعراض الضغط النفسي.
كما أن الضغط النفسي يطال أولادنا في سن مبكرة.
إذا لم يُعالج الضغط النفسي فلن يؤثر هذا في صداقات الأولاد وفي نجاحهم في الدراسة وحسب بل سيؤثر أيضاً في راحتهم الجسدية والنفسية والعاطفية.
تُعطّل أعراض الضغط النفسي المزمن جهاز المناعة عند الأطفال كما تزيد من ميلهم إلى الإصابة بالاكتئاب.
علامات وأعراض الضغط النفسي عند الأولاد والمراهقين
يختلف رد الفعل من ولد إلى آخر.
ويكمن الحل في اكتشاف الإشارات الجسدية أو السلوكية أو العاطفية عند الأطفال قبل أن يستفحل الأمر.
ابحثي عن أيّ سلوك غير نموذجيّ لدى طفلك “الطبيعي”.
في ما يلي بعض إشارات الضغط النفسي الأكثر شيوعاً.
هل تظهر على طفلك أحد هذه الأعراض؟ وخلاف ذلك؟ هل للضغط نفسي علاقة بالأمر؟
أمارات الضغط النفسي الجسدي
- آلام الرأس والعنق والظهر
- غثيان، إسهال، إمساك، الم البطن، تقيؤ
- ارتعاش في اليدين، تعرّق راحتي اليدين،
- شعور بالتوعّك، دوار
- سلس البول
- اضطرابات في النوم، كوابيس
- تغيّر في الشهية
- تأتأة
- رشح متكرر، تعب
أمارات الضغط النفسي العاطفي او السلوكي
- مخاوف جديدة أو متجددة؛ قلق
- مشاكل في التركيز؛ استسلام متكرر لأحلام اليقظة
- تململ أو عصبية
- انطواء على الصعيد الاجتماعي، عدم استعداد للمشاركة في النشاطات المدرسية أو العائلية مزاجية؛
- عبوس أو عدم قدرة على التحكم بالمشاعر والانفعالات
- قضم الأظافر؛ برم الشعر؛ مص الابهام؛ إطباق القبضة؛ الضرب بالقدم
- إظهار الغضب واللجوء إلى سلوك عدائي كنوبات الغضب، والتمرّد ومخالفة الأنظمة
- الرجعة أو العودة إلى أنماط سلوك الأطفال
- المبالغة في الانتحاب والأنين أو البكاء
- التعلّق بك، والاعتماد عليك أكثر من ذي قبل، ورفضه أن تغيبي عن ناظريه
ما الذي ينبغي توقّعه بحسب المراحل والأعمار
مرحلة ما قبل المدرسة أو مرحلة الحضانة
يختبر الأطفال الصغار الذين لم يتجاوزوا سن الثالثة حتى الضغط النفسي لكننا لا نلاحظ ذلك لأنهم يعجزون عن التعبير عن مشاعرهم بالكلمات.
انتبهي جيداً لأعراض الضغط النفسي عند ولدك.
من مسببات الضغط النفسي:
الأشياء الجديدة؛ الكلاب، الوحوش، العناكب، أن يسحبه مصرف المياه؛ التخلي عنه بأيّ شكل من الأشكال؛ الابتعاد عن المنزل؛ الافتراق عن الأهل أو الأحبة، التعرّض للخطف.
مرحلة المدرسة:
من مسببات الضغط النفسي:
التحدّث او تقديم أيّ أداء أمام الآخرين (كخطاب أو حفل موسيقي أو حدث رياضي)؛ الاختبارات، النتائج والمدرسة؛ سلس البول؛
ألا يتم اختيار الطفل في الفريق إلا بعد اختيار اللاعبين الآخرين كلهم، الانسجام مع الأقران؛ مخاطر الحياة الحقيقية: الحرائق،
عمليات السطو، المرض، العواصف؛ أن يخيّب أمل الأهل. إن الأطفال دون العاشرة حساسون بشكل خاص على الضغط النفسي المتكرر.
ما قبل مرحلة المراهقة بقليل ومرحلة المراهقة
من مسببات الضغط النفسي:
- النتائج المدرسية، المدرسة والواجبات؛ الاشتراك في الكثير من النشاطات؛ المشاعر والأفكار السلبية بحق أنفسهم
- الانتقال أو تغيير المدرسة؛ ضغط العائلة، الشجار، المشاكل المالية والتوتر؛ تقبّل الأصدقاء والأتراب؛ ضغط الأتراب وإهاناتهم
- الأقاويل والشائعات؛ القلق بشأن التغييرات في الجسم، الاختلاف عن الآخرين؛ خيبة أمل الأهل.
إذا اعتقدت أن الضغط النفسي هو سبب هذه الأعراض فابحثي عما يثيره وحاولي تخفيفه. فعلى سبيل المثال:
- إذا ظننت أن الأخبار المسائية المخيفة تسبب ضغطاً نفسياً لولدك فالحل بسيط وهو إطفاء جهاز التلفزيون!
- إذا لم يكن لدى طفلك الوقت ليسترخي فاجعليه يتخلى عن أحد النشاطات.
- إذا كان الخوف من الرسوب في امتحان رياضيات يسبب لطفلك الكثير من الضغط النفسي فادرسي مسألة تأمين مدرّس له واطلبي مقابلة مدرّسه في المدرسة لايجاد حلّ.
لكن لا تكتفي بهذا فالهدف الرئيس من دراسة APA هو أنّ على طفلك أن يتعلّم طرقاً صحية لاستبدال الضغط النفسي.