حقيقة الأحلام
أحلامنا غالباً ما تصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا. نفسّرها ونحلّلها ونعتمد عليها ونصدّقها. كثيرون يستبشرون فيها الخير وآخرون يرون فيها شؤماً. فهل يجب أن نثق بالطبيعة الرؤيوية للأحلام أم نعتبرها مجرد فوضى عقلية؟
نحن جميعا نعيش حياتين العقليين! الحياة الأولى عندما نكون مستيقظين وهي حياة في الغالب عقلانية وتضبطها قواعد سلوكية والجسدية.
لكن عندما نكون نائمين تصبح حياتنا العقليّة فوضوية وبدون قواعد وغالباً من دون معنى.
وفقاً لبعض علماء النفس، والأحلام ليست أكثر من نتيجة لانفصال الدماغ عن مصادر المعلومات الحسّية أي الحواس. فهو يصبح حرّاً خلال الليل ليتّجه حيث يريد. أما بالنسبة لعلماء آخرين، فالأحلام هي مؤشّر على التعلم الليلي أو طريقة لحل المشاكل. حتى أن البعض يعتقد أن الأحلام غربلة تلقائية لمخلّفات الفكر، هدفها التخلّص من المعلومات عديمة الفائدة.
أما عامة الناس، فلديها معتقدات أعمق بكثير عن قوة الأحلام. هذا الاعتقاد بالأحلام قويّ جداً حتى أنه وفقاً لبحث أجري مؤخراً، يبدو أن الناس يعتقدون أن الأحلام تنبئ بالمستقبل.
هنالك إذاً أربع نظريات تتعلّق بالأحلام:
النظرية الفرويدية: التي تقول إن الأحلام تكشف الحقائق المدفونة عن النفس.
نظرية حل المشاكل: التي تقول إن الأحلام تساعدنا للعمل على حلّ مشكلاتنا حين ننام.
نظرية التعلم: التي تقول إن الأحلام هي وسيلة لمعالجة الأحداث التي جرت أثناء النهار.
النظرية العشوائية: التي تقول إن الأحلام هي هلوسة واضحة تنتج عن قيام الدماغ بمحاولة تفسير ذبذبات عشوائية.
وما هي أحلام اليقظة؟
إن جزءً من السبب الذي يجعل الكثير من الناس يؤمنون بالأحلام هو التاريخ الثقافي الطويل لتفسير الأحلام والذي تذكّرنا به بانتظام الكتب والأفلام وعلى والتلفزيون.
هنالك عملية نفسية تدعم اعتقاد الناس بالأحلام. فنحن تراودنا أفكار عشوائية في كل وقت، كحلم اليقظة بالحصول على زيادة في الراتب أو على ترقية. إذا راودتك هذه الفكرة بينما أنت مستيقظاً، سيصنّفها العقل تلقائياً كأمنية. ولكن عندما تراودك الفكرة عينها خلال الحلم، فمن الصعب على العقل أن يصنّفها.
على الرغم من أن الأمر مستحيل منطقياً، لكننا نشعر كما لو أن الأحلام تأتينا من خارج أنفسنا. وإذا أضفت ذلك إلى التاريخ الثقافي الطويل لتحليل الحلم، قد يشرح مصدرها الغامض بعض الشيء سبب اعتبار بعض الناس أن الأحلام مؤثرة جداً.
للمزيد من المقالات عن “ طوّر ذاتك وغّير حياتك“
تابعونا على
https://twitter.com/tawerzatak
https://plus.google.com/115523818535313504415