تعرّضت الزبدة للكثير من الانتقادات اللاذعة لسنوات عديدة، بدءاً من القرن الماضي مع سطوع نجم المارغرين التي نعلم الآن أنها دهن محوّل مميت. وتم تجنّب الزبدة مؤخراً وفُضّل عليها زيت الزيتون وزيت الكانولا، لكن إليك الأسباب التي تجعل من الضروري أن نخصص مكاناً على مائدتنا للزبدة الجيدة التقليدية.
تُظهر دراسة أجرتها جامعة Lund في السويد أن الزبدة لا تؤدي إلى ارتفاع نسبة الدهون في الدم بعد تناول وجبة طعام بقدر زيت الزيتون أو زيت بذور الكتان أو أيّ نوع جديد من زيت الكانولا. يؤدي ارتفاع نسبة الدهون في الدم عادة إلى ارتفاع معدلات الكولسترول ما يزيد بدوره من خطر الإصابة بتصلّب الشرايين وبجلطة، وذلك وفقاً “لفرضية الدهون” التي تم تكذيبها.
لم لا ترفع الزبدة معدلات الدهون في الدم؟
يشير الباحثون إلى أنّ 20% من الدهون في الزبدة هي أحماض دهنية قصيرة ومتوسطة المدى، وهي تُستخدم مباشرة كطاقة ولا تبقى في الجسم مدة طويلة تكفي لتؤثر كثيراً في معدلات الدهون في الدم.
ويرى الباحثون أنّ آثار الزبدة القصيرة الأمد قد تكون مفيدة على الرغم من أنها ترفع معدلات الكولسترول في الدم على المدى الطويل.
ولا يوافق الجميع على أن أفضلية الزبدة على زيت الزيتون أو الكانولا أو الزيوت النباتية هي مجرد ظاهرة قصيرة الأمد. تُعدّ Sally Fallon من مؤسسة Weston A. Priceالمدافع المخلص والفصيح عن فوائد الزبدة، وهي تعارض مقولة أن الزبدة أو الكولسترول يساهمان في زيادة الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
مؤامرة الخالي من الدهون
منذ بداية العشرينات، تمت تنحية الزبدة لصالح المارغرين وبدع أخرى من الدهون وتم وصفها بالدهن المشبع القاتل الذي يسبب أمراض القلب. إلا أنّ الزبدة شكّلت لآلاف السنوات سلعة غذائية أساسية بالنسبة إلى العديد من الحضارات من دون أن تظهر أيّ آثار صحية سلبية لها.
ما بين 1920 و1960، تراجع استخدام الأميركيين للزبدة من 18 باونداً للشخص الواحد في السنة إلى 4 باوندات، علماً أنّ أمراض القلب تحوّلت من حالة صحية غير معروفة نسبياً إلى القاتل الأول. إذن، كيف يمكن أن نقول إنّ الزبدة تقتلنا؟
ترى Fallonأنّ الزبدة ضحية مؤامرة واسعة النطاق هي مؤامرة الخالي من الدهون التي حبكها أولئك الذين يستفيدون من استبدال الزبدة الصحية بالزيوت النباتية والدهون المحوّلة التي تُنتج بكثرة وتعزز ظهور الأمراض.