في المرة القادمة عندما يطلب منك طفلك أن يلعب في الخارج لنصف ساعة إضافية فقد ترغبين في أن تدعيه يفعل. فالمزيد من الرياضة والحركة اليوم يمكن أن يؤدي إلى نتائج مدرسية أفضل في المستقبل.
انصبت دراسة حديثة على مستويات نشاط أولاد في سن الحادية عشرة.
وتمت مقارنة معدل الرياضة المعتدل والمكثّف مع النتائج المدرسية المسجّلة بعد مرور سنوات.
وجد الباحثون أنّ الأولاد الذين مارسوا الرياضة أكثر سجّلوا نتائج أعلى في الامتحانات. وتحسّنت نتائج العلوم بشكل خاص لدى الفتيات.
أشار كاتبو هذه الدراسة إلى أنّ هذه النتائج قد تعطي المدارس سبباً وجيهاً لتركّز على الرياضة وتبرز أهميتها.
“شجّعوا أولادكم على ممارسة الرياضة .”
ترأس الدكتور J.N. Booth من كلية العلوم النفسية والصحة في جامعة Strathclyde في غلاسكو،
اسكتلندا البحث لرؤية ما إذا كان النشاط الجسدي يؤثر في النجاح الأكاديمي عند الناشئة.
إن المدة الزمنية المنصوح بها للنشاط الرياضي المعتدل إلى المكثّف هي ساعة في اليوم بالنسبة إلى الأولاد الذين بلغوا سن ارتياد المدرسة،
علماً أنّ قلة من الأولاد يمارسون هذا القدر من الرياضة، وذلك بحسب الباحثين.
وقد أظهرت دراسات سابقة أن النشاط الرياضي المنتظم هام للوقاية من البدانة.
أما هذه الدراسة فبحثت عن دليل على ما إذا كان النشاط الجسدي يساعد على تحسين الصحة الإدراكية أيضاً.
استعان الباحثون بحوالى 4755 ولداً. وزوّدتهم النتائج ببيانات حول الصحة والنمو عند الأطفال.
أثناء الدراسة، وضع الأولاد الذين يبلغون الحادية عشرة من العمر آلات تُسمى “مقياس التسارع” accelerometer وهي تقيس حدة النشاط الرياضي ومدته خلال اليوم.
وضع الأولاد هذه المعدات على مدى 7 أيام.
استخدم الباحثون نتائج من الاختبارات الوطنية التي خضع لها الأولاد حين كانوا في سن 11 و13 و16 سنة،
وهي اختبارات في اللغة الانكليزية وفي العلوم والرياضيات.
كما شملت الدراسة معلومات عن والديّ كل طفل، وعن وزنه عند الولادة، والعرق الذي ينتمي إليه، والوضع الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من التفاصيل.
وجد الباحثون أنّ الصبية يمارسون الرياضة بشكل معتدل أو مكثّف لحوالى 29 دقيقة في اليوم كمعدل وسطي فيما تمارس الفتيات الرياضة مدة 18 دقيقة في اليوم.
وتبيّن أيضاً أن ممارسة الرياضة المعتدلة أو المكثّفة بنسبة عالية في سن الحادية عشرة ترتبط بأداء أفضل في اللغة الانكليزية والرياضيات والعلوم.
ومع الاختبار الأكاديمي الأخير في سن السادسة عشرة،
سجّل الصبيان تحسّناً في الأداء مع كل 17 دقيقة يمارسون فيها الرياضة في اليوم، وشهدت الفتيات نتائج أكاديمية أفضل مع كل 12 دقيقة يمارسن فيها الرياضة في اليوم.
أشار الباحثون إلى أن نتائج الفتيات في العلوم استفادت بشكل خاص.
وأضافوا أن زيادة النشاط الجسدي يمكن ربطه بنتائج أفضل في الاختبارات لأن الرياضة ترتبط بتحسّن أداء الدماغ وبالمحافظة على القدرة على متابعة العمل.
واستنتجوا أن التربية البدنية يمكن أن تعود بالفائدة على صحة الطلاب الجسدية وعلى نجاحهم الأكاديمي.
يرى الباحثون أنّ هذه الدراسة يجب أن تعطي المدارس سبباً وجيهاً كي تشجّع الرياضة.
نُشرت هذه الدراسة في مجلة British Journal of Sports Medicine في 21 تشرين الأول.