الصداقات جزء هام من حياة أولادنا ولكن ماذا نفعل عندما تصبح احدى هذه الصداقات سامّة؟ يقدّم لكم الخبير في التربية الدكتور جاستن كولسون ست طرق يمكنكم من خلالها مساعدة أولادكم على التعامل مع مشاكل الأصدقاء.
يمكن أن تفيدنا الأفكار الست التالية في التعامل مع مشاكل الصداقات في مرحلة المراهقة:
1. خذوا الوقت اللازم للإصغاء
أكثر من أي شىء آخر، يحتاج الأولاد الذين يعانون من الألم أو الضيق العاطفيين (الانفعاليين) الى شخص يصغي اليهم. لسوء الحظ، يميل أولادنا المراهقون الى دفعنا بعيداً عنهم بدلاً من ائتماننا على مسائلهم الشخصية، لذلك علينا أن نسهّل عليهم التحدّث معنا. ويمكن أن يشكّل الوقت الذي نقضيه رأساً برأس مع أولادنا أو النزهات الطويلة سيراً على الأقدام أو ارسال الرسائل القصيرة أو حتّى ارسال الرسائل عبر الفايسبوك أدوات مفيدة لتشجيعهم على فتح قلبهم لنا.
2. اطرحوا الأسئلة المناسبة
قد تنجرّون الى اغراق ولدكم بالحكمة التي اكتسبتموها طوال عقود من حياتكم. اخبارهم كيف يحلّون مشاكلهم أمر سهل جدّاً! وقد تكون سيرة حياتكم الخاصة زاخرة بالأمثلة عن طريقة تعاملكم مع مشاكل مماثلة عندما كنتم مراهقين. لكنّ أولادنا يقاومون هذه المقاربة. لذا، نستطيع أن نقرّ بأن لديهم الأجوبة في داخلهم، ونطرح عليهم الأسئلة (بالطريقة الصحيحة – من دون استجواب أو تحقيق) لنساعدهم على تحديد الطريقة التي يجب أن يتصرّفوا بها، وهي أسئلة مثل:
كيف أثّر ذلك بك؟
كيف أثّر ذلك بالشخص الآخر؟ وبالصداقة؟
كيف يتناسب ذلك مع فكرتك عمّا هي الصداقة؟
هل يجب أن تستمر كل الصداقات الى الأبد؟
ماذا ترى كبدائل ممكنة أمامك؟
بعد الإصغاء الى ولدكم، يمكنكم عندئذٍ أن تقترحوا عليه تقديم أفكاركم في المسألة إذا كان ذلك يهمّه.
3. كونوا القدوة
بيّنوا لأولادكم كيف يجب أن تُمارس الصداقة عبر إحاطة أنفسكم بأصدقاء أهل للثقة، مخلصين، مرحين ويشاركونكم قيمكم وأهدافكم.
4. ادعوا أصدقاء ولدكم الى البيت
لتشجيع الصداقات، اجعلوا أولادكم المراهقين يمضون بعض الوقت مع أصدقائهم في منزلكم. يمكنكم التأكّد هكذا من أنهم بأمان. يمكنكم مساعدة ولدكم على بناء علاقات صداقة في جو تشعرون حياله بالراحة والاطمئنان. اضافة الى تمكّنكم من الإشراف والمراقبة (من مسافة معيّنة) ثم طرح الأسئلة عن العلاقة التي ترونها.
5. اجعلوا ولدكم يخرج من البيت أكثر !
شجّعوا ولدكم المراهق على المشاركة في الأنشطة خارج المنهاج الدراسي مثل الرياضة، الموسيقى، عمل بوقت جزئي، نادٍ أو جمعية محلّيين، أو أي شيء آخر حيث يستطيع انشاء علاقات جديدة مع أشخاص من نفس التفكير.
6. راقبوا التكنولوجيا
إن الهواتف المحمولة والفايسبوك والرسائل الفورية والتكنولوجيا يمكنها أن تكون مفيدة ومعيقة لعلاقات الصداقة في المراهقة. عبر ابقاء ما يرسله ولدكم ويتلقّاه تحت المراقبة (ولكن من دون تدخّل مباشر أو فضول)، يمكنكم مساعدة ولدكم على اتخاذ القرارات الصائبة. ثم اذا قمتم بالأمر بالطريقة الصحيحة فسيعطيكم ذلك الكثير لتتكلّموا فيه معاً.
الأمور التي يجب الإحجام عنها
هناك ثلاثة أمور اذا قمتم بها فسترتد عليكم سلباً لا محالة:
– منع الأولاد من رؤية أصدقاء معيّنين. لا تقوموا بذلك تحت أي ظرف! تبيّن الدراسات بوضوح أن الأولاد يتمرّدون على استخدام الأهل للقوّة والسلطة وأنهم سيمضون في الواقع وقتاً أطول مع الأصدقاء الذين حظّرتم عليهم رؤيتهم. أو سيجدون مجموعة جديدة من الأصدقاء يجعلون الأصدقاء الذين حظّرتم عليهم رؤيتهم يبدون كالملائكة!
– تأنيبهم، الحكم عليهم أو انتقادهم. يحتاج ولدكم المراهق الى دعمكم وتوجيهكم والى مثال يقتدون به لما يجب أن تكون عليه العلاقات الجيّدة.
– مواجهة المضايقين. اذا تعرّض ولدكم للأذى على يد صديق عدو (أو متنمّر)، فنادراً ما يؤدّي تدخّلكم الى تحسين الوضع. وعوضاّ عن التدخّل مباشرةً، اعملوا مع ولدكم لمساعدته على اتخاذ القرارات الجيّدة بشأن ذلك الصديق.
يحتاج مراهقونا الى صداقات إيجابية لينموا بشكل صحّي. ويمكننا كأهل أن نقدّم دعمنا وتوجيهنا مع تشجيع مراهقينا على اكتساب قدر متزايد من الاستقلالية ومساعدتهم على التعامل مع عالمهم الاجتماعي المتغيّر والمتنامي.