ابن «جودي»، ويُدعى «جايك»، هو فتى طيّب. يحبّ إصلاح درّاجته الهوائية والرسم والبناء والرياضة كما أنَّـه يلعب ويختلط بالآخرين. ولكن منذ أن بدأ بالمدرسة وجد صعوبة في القراءة، وعندما حضرت «جودي» اللقاء الذي نظّمته المدرسة بين الأهل والمعلّمين وذكرت مدى قدرة «جايك» على التركيز، فتحت معلمته فاها كأنَّـها رأت شبحاً: في المدرسة، يُظهر «جايك» سلوكاً غير ناضج ولا يمكنه التركيز كما أنَّـه يلتهي بسهولة. وسألتها المعلمة عن موقفها من إعادة «جايك» صفّه السنة القادمة. هل أخطأت «جودي» في فهم «جايك»، أم أخطأت المدرسة في فهمه؟.
لم تخطىء أي منهما. جايك ناضج جداً في «عمل الدماغ الأيمن» (الأمور العملية)، ولكن ضعه في الصف القائم على «عمل الدماغ الأيسر»، وسط جمع ناشط ومتحرّك وكثير الكلام عن الأفكار المجرّدة، تصبح المسألة مختلفة تماماً. إذا كان غير قادر على مجاراة الصفّ أو غير قادر على الإصغاء على عدّة جبهات؛ أو إذا كان يعاني من اضطراب نقص الانتباه، أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ADD/ADHD ، فإنَّـه لا يستطيع أن يركّز على المواضيع المطروحة وذلك لأنَّ دماغه يلتهي باستمرار عن وجهته. مهما تكن الحالة، تُعتبر سنّ السادسة عمراً مناسباً لكي يكرّر الطفل صفّه إذا كان صغيراً قليلاً عليه، ويجب الانـتباه إلى الطريقة التي تفسّر له بها هذه المسألة.
التغيير الكبير يعني خطراً كبيراً
إنَّ الأطفال يتعرّضون لأكبر الأخطار في الأوقات التي تشهد أكبر التغيـيرات. ويمكن أن يعني هذا التغيـير من البيت إلى دور الحضانة أو من هذه الدور إلى المدرسة.
في هذه الأوقات يهتزّ إحساس الطفل بالأمان ويصبح في حالة شديدة العصبـية.
وإذا ساءت الأمور منذ البداية، فتوقّع أن يتحوّل اهتياجه الطبـيعي إلى مخاوف أو حتى إلى رُهاب، حيث تصبح المشاكل الصغيرة كوارث وتـتحوّل الحبّة إلى قبّة بين ليلة وضحاها. لذا فإنَّ الانطباعات الأولى شديدة الأهمية خصوصاً بالنسبة إلى الأطفال الحسّاسي الشعور. ولكن بالنسبة إلى أي ولد كان، يمكن لما نـفعله أو ما لا نفعله أن يساعد أو يعيق أي بداية جديدة.
يـقـول المعـلّـم…
إنَّ سنة إضافية في مركز الحضانـة، هي سنة إضافية للتدحرج في الوحل ورفع حجارة الحديقة للعثور على الحشرات وتنمية المهارات الاجتماعية في بيئة حاضنة وراعية.
يحتاج بعض الأولاد إلى القليل من الوقت الإضافي قبل الانتقال إلى الصفوف الابتدائية..