من منا لا يريد أن يربي ولداً متفائلاً، سعيداً ؟ والأهم كيف نستطيع أن نربي ولداً متفائلاً، ناجحاً، مستعداً لخوض غمار الحياة بقلب منفتح متفائل؟
انتبهوا، انتبهوا أيها الأهل لأن التشاؤم ترتفع نسبته عند الأولاد في هذه الأيام بمعدل عشرة أضعاف عن الأجيال السابقة.
وهذا شيء خطر جدأ.
إليكم كيف تربون أولاداً متفائلين:
بينت دراسات جديدة أن التفاؤل يستطيع أن يكبح الاكتئاب عند الأولاد ويمنعهم عن التصرفات السيئة ويحول مستقبلاً دون تعاطيهم المخدرات
فلنواجه الواقع:
إن الأولاد المتشائمين هم أولاد يشعرون بالإحباط أكثر من أي إنسان آخر على وجه الأرض. فهم يستسلمون بسرعة ويصدقون أنهم لن يستطيعوا إحداث أي فرق ويعتقدون أنهم لن ينجحوا. وللأسف أنهم نادراً ما يرون الجانب الجميل من الحياة وغالباً ما يجدون أنهم أشخاص غير كفؤين.
” أنا غبي فلماذا الدرس؟” ” أنا شخص لا يُعجب به أحد فلماذا أزعج نفسي؟” ” ما الأهمية طالما سأفشل”
انتبهوا أيها الأهل :
إن نسبة التشاؤم عند الأولاد مرتفعة في هذه الأيام. فأولاد هذه الأيام هم أكثر إصابة بالاكتئاب عمن سبقهم من أجيال بحوالى عشرة أضعاف. ماذا على الأهل أن يفعلوا؟
هناك شيء هام علينا أن نعرفه:
أولادنا لا يولدون متشائمين. وهذا يعني أن بمقدور الأهل أن يَحولوا بين أولادهم وبين النظرة السلبية التشاؤمية وأن يساعدوهم على التفاؤل والإيجابية .
فقد بينت الدراسات أن التفاؤل عند الأولاد يجعلهم ينجحون ويتفوقون في مدارسهم أكثر كما أنهم سينعمون بصحة جسدية ونفسية أكبر.
إليكم أيها الأهل بعض الحلول لتجعلوا ابنتكم وابنكم متفائلاً:
– ابدؤوا ببذل كل ما تستطيعونه لتخففوا من السلبية .
– أصغوا إلى الرسائل السلبية التي قد تبينها كلماته.
– ابحثوا عن مصادر تشاؤمه ؟ اهو التلفاز ؟ أهي موسيقى أو أغاني يستمع إليها ؟ أهي أفلام يشاهدها ؟
وعندئذ أوقفوا وجففوا المصادر التي تزيد تشاؤمه وتفاقمه.
إليكم بعض الاقتراحات :
– حاولوا إبعادهم عن مشاهدة الأخبار المخيفة ( أو حدّوا من مشاهدتها)
– توقفوا عن الحديث عن الأشياء السيئة التي تقرؤونها على صفحات الجرائد
– أصغوا إلى السلبية التي تظهرونها وحاولوا إيقافها
– أصغوا إلى كلمات الأغاني التي يسمعها ابنكم أو ابنتكم
– حاولوا أن تبعدوا عن أولادكم هذه الأحداث العالمية المخيفة التي تتربع على الانترنت والأخبار 24 على 24 ساعة .
– حاولوا التحكم بما تستطيعون التحكم به
– حاولوا أن تجعلوهم يستمعون إلى تقارير وأخبار جيدة. حاولوا أن تدخلوا النظرة التفاؤلية إلى منزلكم ليستطيع ابنكم أن يرى هذا الجزء المتفائل من الحياة.
هناك أخبار وتقارير كثيرة عن أشخاص عانوا من عوائق كثيرة في حياتهم ولكنهم لم يغرقوا في التشاؤم .
اسعوا جهدكم لتخبروه أو لتجعلوه يقرأ أو يسمع قصصاً غير مأساوية ملؤها التفاؤل وحب الحياة.
في كل ليلة ابدئي بالحديث عن كل ما مرّ في يومك من أشياء إيجابية. وعندئذ سيغفو ابنك وهو يتذكر أشياء إيجابية عن الحياة. وإذا اعتدت دائماً على القيام بهذا سيتعود ابنك على التفاؤل في نظرته إلى الأمور.
– واجهي الأفكار التشاؤمية: لا تدعي ابنك يقع في فخ الأفكار النتنة. حاولي أن تحولي مسار أفكاره إلى وجهة تفاؤلية وعلميه كيف يحارب الأفكار السلبية.
– فليكن حديثك متوازناً. إن إحدى الطرق للتغلب على الأفكار السلبية هي إيجاد وجهة نظر متوازنة دائماً.
إليك بعض الاقتراحات:
– ” ربما لا ترغب ابنتك بحضور عيد ميلاد رفيقتها لأنها تعتقد أن لا أحد يحبها”.
جدي عندئذ النظرة الإيجابية من الأمور :” لو لم تكن تحبك صديقتك لما دعتك إلى عيد ميلادها”
– إذا فشل ابنك في امتحان الرياضيات وظن أنه شخص ” غبي” قولي له: ” لا أحد يقدر أن يكون مجتهداً في كل شيء. أنت بارع في التاريخ. ما رأيك لو نجد طريقة لتحسن مستواك بالرياضيات؟”
– كوني قدوة للتفاؤل. اتخذي من نفسك مثالاً . قولي له مثلاً:” أذكر أنني عندما كنت في مثل عمرك ، كنت أسمع صوتاً يقول لي إنني لن أحسن القيام بشيء. ولكنني تعلمت أن أحارب ذاك الصوت وأرد عليه : ” سأبذل جهدي وسأنجح” وسرعان ما خبا ذاك الصوت لأنني رفضت أن أصغي إليه ” عندما تسمع ذاك الصوت تكلم معه وقل له إنه مخطئ”
– علموهم التفاؤل بالخير: علموهم عندما يواجهون أي شيء أن يتفاءلوا بالخير.
مثلاً قولي لها أعرف أن هذا الامتحان صعب. ولكن قولي لنفسك إنك ستستطيعين حله بالتأكيد. وقولي لها إنك متأكدة من نجاحها لأنها درست جيداً.