نريدهم ناجحين ، نريدهم متفوقين ب الدراسة ولكننا نعلق في الصراع على الدرس والإهمال والنتيجة في أغلب الأحيان لا ترضينا بل تجعلنا محبطين من أعماقنا.
كيف نساعد أولادنا على الدرس بدون أن يكرهوا الدرس ؟ وكيف نساعدهم على تطوير تفكير صائب ومساعدتهم على تعلم كيف يتعلمون؟
قد تتساءلين عن عادات الدرس المناسبة لطفل في عمر الخمس سنوات.
حتماً، إنه العمر الأنسب للبدء. وبالطبع، إذا جررتِ طفلك إلى غرفة وأجلسته على طاولة مخصصة «للعمل»، ستضمنين بذلك أن يكره المدرسة، وعلى الأرجح سيكره التعلُّم بشكل عام.
نحن نتحدث عن مساعدته على تطوير تفكير صائب ومساعدته على تعلُّم كيف يتعلَّم، وهكذا سيحب التعلم وسيراه مشروعاً (يعتمده) لمدى الحياة.
ليكون تلميذاً جيداً، يجب أن يتمتع بالعناصر الأساسية وهي
امتلاك فضول حقيقي حول كل شيء ورغبة في الفهمـ فهماً حقيقياً
ـ ما الذي يجعل الأشياء تعمل ولما تجري على النحو الذي تجري عليه.
وبالفعل، ليس لمستوى الذكاء سوى دور صغير في هذا.
إذا انطلق طفلك إلى المدرسة متلهفاً للتعلم لأنكما سبق أن استمتعتما بذلك في المنزل،
وإذا ذهب وهو متمتع بالقدرة على المحافظة على التركيز لوقت طويل لأنك مارست ذلك معه،
وإذا كان متحمساً لما يتم تلقينه إياه، لأنك أخبرته عن المدرسة أموراً إيجابية، فيرجح عندها أن يثير إعجاب معلميه مما سيفيده.
وإذا كانت المعلمة تتوقّع من التلميذ أن يُحسن أداءه، فمن المرجح جداً أن يفعل ذلك.
ربما سمعت عن تلك الدراسة التي قام بها الباحثان «روبرت روسنثال» و«لينور جاكوبسون» حين أخبرا معلمين في المرحلة
الابتدائية في أميركا بأن بعض الأطفال في صفوفهم ـ يمكن أن يتمتّعوا بإمكانيات عالية.
وقالوا إن نصيحتهم هذه ترتكز على نتائج اختبار الأطفال في اختبار هارفرد للاكتساب.
في الحقيقة، لم يكن لذلك الاختبار وجود، وتم اختيار الأطفال عشوائياً.
وعندما عاد الباحثان بعد سنة، وجدا أن الأطفال الذين أشارا إليهم قد حققوا تقدُّماً ملحوظاً أكثر ما فعل أقرانهم.
واستخلص الباحثان «روسنثال» و«جاكبسون» من ذلك أن التقدم حصل بسبب التوقعات التي حملها المعلمون لهؤلاء الأطفال.
وعلى الرغم من المشاكل التي تتعلق بأسلوب هذه الدراسة ، فقد أظهرت أننا نتأثر بالطريقة التي ينظر فيها الناس إلينا،
وكيف يُحتمل أن نتقدّم أو نتراجع حسب تلك التوقعات التي يملكها الأشخاص عنا.
إليك بعض الاقتراحات لتساعدك على منح طفلك فرصة أفضل ليتفوق على الصعيد الأكاديمي:
أظهري بنفسك فضولاً واهتماماً حقيقيين بالعالم.
وإذا أراد أحدهم أن يشرح لك شيئاً ما جديداً، أصغي إليه ولا تفوِّتي العرض لأنك «غير مهتمة» أو لأنك مشغولة جداً.
إذا كسر شيئاً ما حاولي إصلاحه بنفسك.
إذا سمعت كلمة تجهلينها، ابحثي عنها في القاموس.
حاولي الإجابة عن أسئلة طفلك اللامتناهية، حتى لو تعبت من الإصغاء إليه.
إذا لم تعرفي الجواب، أخبريه بذلك وحاولا سوياً إيجاد الجواب.
علميه أن يصغي بانتباه. عندما تتحدثان سوياً، احرصي على أن يحظى بكامل انتباهك.
ولا تقومي أيضاً بالإجابة على الهاتف أو بإنجاز عدة مهام في ذلك الوقت.
وهكذا، سوف لن يظهر له تصرفك فقط كيف يصغي جيداً، إنما سيبين له مقدار أهميته بالنسبة لك.
واحرصي أيضاً في حضوره على الإصغاء لأي شخص يتكلم حتى يفرغ من حديثه.
فمقاطعة الكلام لا تُعتبر فقط تصرفاً فظاً فقط، إنما ستدفع أيضاً إلى تشتت الفكر.
وسّعي دائرة الحوارات من خلال طرح المزيد من الأسئلة وشجعيه على القيام بالمثل.
هذا سيساعده للتوقف عن التفكير «بأسلوب واحد»، مما سيعمق فهمه للعالم ويمتِّن قدرته على التركيز.
وكذلك ستدعم هذه الطريقة ثقته بنفسه إذ يدرك أن بإمكانه حل الأمور بنفسه.
لذا، على سبيل المثال، إذا سألك «من هو أكبر حيوان في العالم؟» وأضاف بأنه يعتقد أن الفيل هو أكبر حيوان.
فقد تسألينه «هل يمكن أن يكون الحوت أكبر؟» أو «هل تظن أن الفيلة كبيرة بحجم الديناصورات؟»
دعيه يحاول التجربة كلما سنحت الفرصة. إذا أراد مثلاً أن يحاول ارتشاف كل ما أمكنه من الحليب المتواجد في فنجانه، دعيه يفعل ذلك
ـ فقط ضعي الفنجان في مكان آمن بحيث لا يتأثر في حال انسكب الحليب.
وبشكل عام، إن زيادة الفرص التي تساعد طفلك على أن يُبلي حسناً في المدرسة ليست بالصعوبة التي قد تعتقدينها.
لن تحتاجي إلى أي تجهيزات مكلفة ولا إلى أي إعدادات خاصة.
كل ما تحتاجينه هو أن تبقي متيقظة لكل فرصة صغيرة لتذكريه بمقدار السعادة التي يوجدها القيام باكتشاف جديد وخلق معنى جديد للعالم.