لعل من أهم الأشياء التي على الأهل التركيز عليها هو تعليم أولادهم تحمل المسؤولية ، لأن هذه المهارة جزء أساسي لنجاحهم في مستقبل حياتهم فنحن لن ندوم لهم إلى الأبد.
وحتى لا نترك أولادنا دون معين علينا أن نعلمهم كيف يتحملون المسؤولية. والسؤال الأهم كيف نعلمهم المسؤولية؟
تعليم المسؤولية :
من بديهيات التربية أنه عندما يتحمّل الأهل الكثير من المسؤولية، يتحمّل الأولاد القليل القليل منها.
فلِمَ يتحمّل ابنك أيّ مسؤولية طالما أنك تقومين بكل شيء بشكل جيد؟
إنّ المسؤولية أو قدرتك على تحمّل تبعات أخطائك ونجاحاتك، وأن تتابع مهمة ما حتى النهاية وأن تفعل ما وعدت به، هي إحدى أهم العناصر في الشخصية الجيدة.
كما أنها إحدى الصفات التي يخشى العديد من الأهل ألا يتعلمها أولادهم أبداً.
أم مسؤولة، ولد غير مسؤول
يمكنك أن تساعدي ابنك في واجباته المدرسية وأن ترتبي من بعده لأنك تحبينه. لكن عندما تتحملين مسؤولية حاجاته اليومية فما الذي يتعلمه؟
مما لا شك فيه أنك ترغبين في أن يصبح ابنك شاباً مسؤولاً، شخصاً يمكن الاعتماد عليه، يثق بنفسه ويفي بوعوده.
إلا أن المبالغة في مساعدته أو الفشل في تعليمه مبدأ المساءلة والمحاسبة، سيشجعه على الأرجح على أن يكون عديم المسؤولية.
في الحقيقة، قد لا يناسبك هذا النوع من التربية الذي يبني الشخصية والإحساس بالمسؤولية.
فمن المسلي أكثر أن تعطي ابنك ما يريده (بدلاً مما يحتاجه) ومن الأفضل لك من دون شك أن تقومي بالمهام المنزلية بنفسك بدلاً من أن تفسحي المجال لابنك كي يجرب.
سيتعلم ابنك المسؤولية عندما تتيحين له الفرص ليجرّب ويتدرب.
إليك بعض الاقتراحات:
شجعي ابنك على أن يفعل كل ما يمكن أن يفعله وحده.
قد لا يقوم ابنك بالمهام وفقاً لمعاييرك لكنه سيتعلّم عندما يحاول بنفسه أكثر مما يتعلمه عندما يراقبك.
بينما عندما تلبّين حاجاته على الفور ولا تدعينه يقوم بأي شيء فسيتوقع منك أن تستمري في ذلك.
لا تدفعي ابنك إلى ارتكاب الأخطاء.
إن التربية اللطيفة والحازمة والنظام المصممين لتعليمه سيسمحان لابنك بأن يعترف بأخطائه (ويتعلم منها) من دون خوف أو خزي.
دعي ابنك يختبر نتائج خياراته الخاصة.
من المغري أن تنقذي ابنك عندما يقع في ورطة، أو يفشل في القيام بعمل ما أو عندما يكون كسولاً أو غير متعاون، لكن هذا لا يعلِّم المسؤولية والشخصية.
التزمي بالاتفاقات حتى النهاية.
سيتعلّم ابنك الثقة والمساءلة عندما تلتزمين حتى النهاية. عامليه بحزم ولطف واحترام وافعلي ما اتفقتما على أن تفعليه.
علّميه مهارات حلّ المشاكل.
غالباً ما يشكّل النقاش الهادئ والودود الطريقة الأفضل لمساعدة ابنك على أن يفهم لما أخفق وكيف يمكنه أن يحقق نتيجة مختلفة في المرة القادمة.
إن تعليم ابنك كيف يفكّر أهم من تعليمه ما ينبغي أن يفكر فيه.