يستهلك دماغك الغلوكوز أكثر من أي عضو آخر في الجسد.. ففي يوم غير حافل بالعمل يمكن لدماغك استهلاك 40 بالمئة من الكربوهيدرات (السكريات والنشويات).
لهذا السبب تشعر بالجوع بعد الامتحانات! ولكن أي خلل في كمية الغلوكوز الذي يُزوَّد به الدماغ أو نوعيته سيجعلك تشعر بالتعب وسرعة الغضب والدوار والأرق والتعرّق (خاصة في الليل) وضعف القدرة على التركيز والنسيان و…العطش الزائد والاكتـئاب والإصابة بنوبة بكاء واضطراب في الهضم وضبابـية في الرؤية من حيث المبدأ كلما أكلت الكاربوهيدرات وكلما انـتظمت في أكلها أصبحت أفضل صحياً وأصبح عمل الدماغ أفضل أيضاً.. ولكن المسألة ليست بتلك البساطة ـ فبعض أنواع الكاربوهيدرات أفضل من غيرها بتزويد الجسم بالوقود.
لقد كشفت الأبحاث التي أجريت في جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا (The Massachusetts institut of Technology) أنَّ هناك فرقاً هائلاً يُقدّر بـ 25% بين معدل ذكاء (IQ) الأطفال الذين ينـتمون إلى بلدان تحتل رأس قائمة البلدان المستهلكة للكاربوهيدرات المكررة وبـين الأطفال الذين ينـتمون إلى بلدان تحتل أسفل هذه القائمة.
من هنا نرى أنَّ الابتعاد عن تـناول الخبز الأبـيض وحبوب الفطور المصنّعة والسكر هو الوسيلة الأساسية للحصول على معدل ذكاء عال.. ولكن ليس هذا كل شيء.. فحتى تزيد إلى أقصى حد من أدائك العقلي أنت بحاجة إلى كمية ثابتة من الغلوكوز..
ولكن أي نوع من الكاربوهيدرات هي الضرورية؟.
من الضروري أن تكون الكاربوهيدرات بطيئة الاحتراق أيضاً.. فالكاربوهيدرات المركبة مثل الحبوب الكاملة والخضار والفاصوليا والعدس أو الكاربوهيدرات البسيطة كالفاكهة يحتاج هضمها إلى وقت أطول من الوقت الذي تحتاجه الكاربوهيدرات المكررة (كالحبوب المنزوعة القشور مثلاً).
من هنا، عندما تأكل الأرز الأسمر مثلاً، يقوم جسدك بالتحديد بما هو معدّ له.. إذ يعمل على هضمه ويحرر الطاقة الكامنة فيه بانـتظام وتدرّج.
المؤلف الدكتور باتريك هولفرد- كتاب : السكر يجعلك غبياً الصادر عن دار الفراشة