فتاة بعمر ال8 سنوات تطعم الغربان وتستقبل هدايا غريبة منها. ما هي هذه الهدايا ؟

كل يوم تملأ غابي الحوض بالمياه العذبة، والمعلف بالحبوب وترمي قطعاً من الطعام الجاهز للكلاب بين الأعشاب، كما تروي ال.BBC

إنها فتاة صغيرة عمرها 8 سنوات، تعيش في سياتل في الولايات المتحدة. هي تقريباً مثل كل الأولاد الآخرين، تذهب إلى المدرسة وتلعب مع الأولاد الآخرين، لكن غابي تتميز بشيء غريب لا يمتلكه أغلب الناس… إنها تطعم الغربان !

إذا قلنا إن غابي تملك كنزاً، بماذا تفكرون؟ لا نتكلم عن مجوهرات، ولا عن سبائك ذهب، ولا عن لؤلؤ ولا عن ألماس…كنزها هو مجموعة أشياء بسيطة تقدمها لها الغربان كهدايا !

لكن كيف حدث أن أصبحت غابي تتلقى هدايا من الطيور؟ توقفوا عن الخيال فوراً ! غابي ليست أميرة من ديزني. منذ أصبح عمرها 4 سنوات، وغابي تطعم هذه العصافير، لكن ما يبدو غير معقول هو أن تشكر هذه العصافير غابي بأن تجلب لها هدايا.

عندما كانت صغيرة جداً، لم تكن غابي تستطيع التقاط طعامها بيدها، كانت فتافيت منه تقع على الأرض. ولاحظت الغربان الماكرة أنها، لكي تجد طعامها بسهولة، ما عليها إلا أن تتبع الفتاة !

لاحظت غابي هذا وقررت أن تقدم لها الطعام مباشرةً، فأخذت وجبة الفطور التي حضرتها لها أمها ليزا وشاركتها مع أصدقائها الغربان وهي تمشي نحو موقف الباصات. فعلت هذه على مدى عدة أيام، فتعودت الغربان أن تنتظر الفتاة الصغيرة عند موقف الباصات لتحصل على وجبتها. كانت أم غابي على علم بهذه العلاقة ولكنها كانت مسرورة لأن ابنتها تملك إحساس المشاركة والتعاطف مع هذه الطيور.

في سنة 2013، اكشفت ليزا وغابي شيئاً صغيراً موضوعاً بشكل خاص لهما. فحيث كانتا تضعان عادة الفستق للغربان، وجدتا هدية صغيرة جداً ! ومن وقتها، تحتفظ غابي بكل هدايا الطيور في أكياس بلاستيكية صغيرة شفافة. على كل كيس منها، تكتب ماذا تلقت وكذلك المكان الذي تركه فيه الغربان والتاريخ.

 


ما هي الكنوز التي حصلت عليها غابي؟ لقد جمعت كنزاً صغيراً حقيقياً من الهدايا : أزرار، براغي، ليغو، زجاج، معادن، حلي، حلق، قلب صغير وحتى قطعة معدنية مكتوب عليها كلمة ” best”. قد تكون هذه جزءاً من اسوارة مكتوب عليها” best friends”، وتساءلت غابي ما إذا احتفظت الغربان بالجزء المكتوب عليه ” صديق” لها نفسها …
ما هي هديتها المفضلة؟ قلب صغير بلون اللؤلؤ. تقول غابي إن هذا يبرهن كم تحبها الغربان.

هل من الطبيعي أن تقدم الغربان هدايا كهذه ؟ الاختصاصي بالحياة البرية John Marzluff قام بدراسة هدفها العلاقة بين الغربان والناس الذين يطعمونها. هو يؤكد أن هناك علاقة متبادلة ، وعندما تحل الثقة بين الطيور والإنسان، فمن الممكن أن تترك الغربان هدية، ولكن هذا ليس مضموناً !

لا تقدم الغربان دائماً هدايا نظيفة… فقد رمت أم غابي واحدة من هذه الهدايا : قطعة من سرطان نتنة ! يشرح البروفسور Marzluff أن هذه الهدايا تأتي دائماً بنية حسنة. تقدم الغربان هدايا ” عرس”، بمعنى أن الذكر يقدم هدية للأنثى التي يريدها. في حالة غابي والعصافير، إنها هدية تعبر عن الاحترام. هل تتصور أن تأتيك هدية من قطتك مثلاً ؟

هل يمكن أن تكون هذه الغربان تضع غابي وليزا تحت رعايتها ؟ ذات يوم، كانت ليزا تقوم بجلسة تصوير في الحي، عندما وقعت منها عدسة الكاميرا، بدون أن تنتبه. عندما عادت إلى المنزل، وجدت العدسة في معلف الطيور. حتى أن العدسة تم تنظيفها في النبع !

فتاة تتلقى هدايا من الغربانهدايا غريبة