سبب إخفاء العواطف
رغم أننا من بلاد الدفء والعواطف الجيّاشة والمشاعر الحارة.. رغم أننا من بلاد الحنان والأهل الذين يلتصقون بأولادهم حتى آخر رمق حياة.. رغم أننا ننعم بحياة عائلية حميمة وأصدقاء نقرع بابهم دون استئذان.. إلا أننا نخفي مشاعرنا ونخشى أن نظهرها وحتى أن كلمة “أحبك” من الصعب أن تصل إلى شفاهنا ونخجل عند قولها حتى لأقرب المقربين منّا.
لكن هل هو الخجل أم حاجز آخر يقف سدّاً منيعاً في وجه إظهار العواطف؟
الكشف عن العواطف أمر خطير. نحن نخاف من أن نقول الكثير فيعرف الآخرون ما يعنونه بالنسبة لنا. فهل الحبّ ضعف؟ هل السعادة الضعف؟ هل من الضعف أن ننفتح على الجمال والتواصل الشفّاف مع الآخر؟
لسنا بحاجة لأن نكون دائماً أقوياء ومسيطرين على كافة تفاصيل حياتنا. لسنا بحاجة لأن تكون صورتنا مصقولة دائماً. لا داعي لإخفاء تلك النواحي غير الكاملة عن العالم أو على الأقل عن الأشخاص المقرّبين منّا. تنتمي المشاعر إلى عالم صادق حيث القلب مفتوح حيث نكون على سجيّتنا وطبيعتنا دون أقنعة ودون خوف، فإما أن يتقبلك من حولك أو أن يرفضوك وفي الحالتين أنت المستفيد لأنك ستكون عندئذٍ في أمان عاطفي مع أشخاص يقبلونك على ما أنت عليه!
إذا كنت تفضّل الأمان فاعلم أنه يكمن في الانفتاح على الآخر بصدق وشفافيّة والتعبير الصادق عّما يجول في رأسك ويعتمل في قلبك. من الصعب طبعاً أن يكشف المرء كلّ أوراقه العاطفيّة لكن تذكر أن الأمور ذات القيمة في هذا العالم مثل الحبّ والسعادة تقوم على الانفتاح الكامل والكشف عن كلّ ما في الأعماق من مشاعر. ومن يصدّ مشاعرك أو يرفضها أو يستهزء أو يستخفّ بها لا يستحقّ أصلاً أن يكون في حياتك!
المصدر:فاديا عبدوش
للمزيد من المقالات عن “ طوّر ذاتك وغّير حياتك“
تابعونا على
https://twitter.com/tawerzatak
https://plus.google.com/115523818535313504415