التغيير واللاوعي
إن التغييرات العميقة في شخصية الإنسان، ممكنة فقط إذا تم التأثير على اللاوعي وتفعيله. إن ما نسميه غرائز، عواطف، طبع، عادات، كل هذا هو اللاوعي. يعني إذا شرح لك أحدهم سبب مشكلتك أو مرضك، وكان تجاوبك مع الموضوع، أن تتذكر نصائحه وتحاول أن تطبقها، فإن فرصة تجاوز المشكلة أو المرض قليلة جداً. أما إذا هز الشرح مشاعرك وأيقظ انفعالاتك الداخلية، فهذا سوف يفتح الفرصة للتغيير.
إذا فهمت، بعقلك، أنك يجب أن تتغير، فإن فرص التغيير تكون شبه معدومة، أما إذا كان شعورك هو الذي يدفعك، فسوف تتغير. يلاحظ كثيرون هذه الظاهرة: إذا قال شخص :” بدءاً من يوم الغد سوف أترك التدخين، أو أخفف من تناول الطعام”، فإن يوم الغد لن يأتي أبداً. سيظل يؤجل ويؤجل باستمرار نحو المستقبل، لأننا تتعامل مع يوم الغد عن طريق الوعي والعقل.
إن مشاعرنا، أي اللاشعور، موجودة في الزمن الحقيقي، فإذا لم يبدأ التغيير الآن، في هذا الجزء من الثانية بالذات، فلن تحصل على نتيجة. من هنا المثل المعروف: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
الواقع الحقيقي، الأحداث الحقيقية، وقبل أن تحدث فعلياً على مستوى الواقع المادي، تتم في المستويات العليا. يتصل لاوعينا بالكون كله وحتى بالمستويات العليا، لذلك فإن الإنسان ذو الحدس القوي، أي من يكون اللاوعي لديه منفتحاً، يستطيع التنبؤ بالأحداث، على الرغم من أنه لا يستطيع التحكم فيها أو تغييرها في أكثر الأحيان، لأنه لا يستطيع أن يغير نفسه.