سيطرة الأنوثة
إن الرجل هو الأعلى والسماء والروح، والمرأة هي الأسفل والأرض والمادة. وبما أن المادة في عقول الناس قد اكتسبت وجوداً مستقلاً، فهذا يعني أن المرأة انفصلت عن الرجل وصارت كما يقال اليوم مستقلة. ومع الوقت تراجعت الروح واختفت عن النظر وصار العالم مادياً تماماً. وهذا يعني أن الرجل ضعف، والمرأة أصبحت قوية بشكل غير عادي. وهذا ما نراه من حولنا.
الرجل هو العقل المستقيم، والمرأة هي العقل غير المستقيم. الرجل هو القاعدة والنظام، أي التحديد، والمرأة هي الفوضى، أي المصادفة. في العقل المستقيم جميع الأشياء مرتبطة مع بعضها بعضاً وتنبع من بعضها بعضاً. وفي العقل غير المستقيم، تتواجد الأشياء، في نفس الوقت، معاً وكلاً على حدة. فهي متساوية القيمة ومتساوية الحقوق. في العقل غير المستقيم تغيب القواعد فتتفاعل الأشياء مع بعضها البعض بصورة فوضوية.
إن الفوضى والعلاقات الحاصلة بالصدفة، حلتا محل النظام والقوانين. لقد التقينا بالمصادفة، وسنفترق بالمصادفة، ولا وجود لأي التزامات.
لقد شتتنا قوتنا وصارت في كثير من الأمور خالية من الوجهة والهدف، وحُرمت الفكرة من قدرتها السحرية على التأثير مباشرة في المادة.
إن الإنسان المعاصر ينظر إلى العالم عبر العقل الأنثوي ويدافع عن القيم الأنثوية. فالديمقراطية وحقوق الإنسان والإنسانية ونصرة الضعيف، جميعها قيم أنثوية. ولهذا صار الرجال يتسمون بالأنوثة ولم يعودوا أقوياء كفاية بالنسبة للنساء.