قراءة أفكار الآخرين
يظن الكثير من الناس أن قراءة أفكار الآخرين هي نوع من آلية تحكم. فأنتم إذا استطعتم أن تحددوا الحركة التالية لشخص ما، تستطيعون أن تتلاعبوا به أو تتوقعوا ما سيفعله مستقبلياً.
في الحقيقة، يمكن أن يكون هذا شيئاً عملياً أو شخصياً. فقراءة أفكار شخص آخر تسمح لكم بأن تفهموا وجهة نظره وأن تقيموا معه علاقات على مستوى أعمق.
إليكم 6 طرق سهلة لقراءة آفكار الآخرين
1) لغة الجسد
لغة الجسد هي إشارة أخرى واضحة على ما نفكر فيه. إذا كان جبين أحدهم مجعداً، فهذا دليل على التوتر. الطريقة التي يقف بها أو يجلس أو يتحرك هي مؤشر أيضاً.
عندما يريد شخص بدائي أن يظهر قوته، يفتح ذراعيه بشكل كبير. هو يتطاول بجسمه ويضرب صدره. علاوة على ذلك، يحدث انخفاض كبير في مستوى الكورتيزول ( هورمون مؤشر إلى التوتر). بنفس الطريقة، إذا كنتم في حالة عصبية، مستوى الكورتيزول يرتفع، فتتالى سلسلة من الأعراض مثل نقص النوم وزيادة الوزن. الكافيين له خصائص عديدة طبية، لكن عندما نفرط في تناوله فهذا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكورتيزول وكذلك زيادة الوزن ونقص النوم.
تستطيعون هكذا معرفة الكثير عن الحالة العقلية للشخص بفضل لغته الجسدية ووضعيته ونشاطه.
2) لاحظوا طريقة تنفسه
كيف نتنفس ؟ إذا تنفس الشخص من صدره فهذا يعني أنه مسترخٍ.
إذا كان تنفسه عميقاً قليلاً، فهذا يعني أنه متوتر. إذا أردتم أن تعرفوا الحالة النفسية للشخص، راقبوا تنفسه.
إذا كان تنفسه متشنجاً، فهو في حالة توتر عصبي، وهذا يعني أن هناك شيئاً لا يريد أن تعرفه.
قد يكون السبب الخجل، القلق، أو هو يخبئ عنك شيئاً ما.
إذا تنفس الشخص من بطنه، فهو في حالة نفسية هادئة، وهذا يعني عموماً أنه صادق.
3) العيون يمكن أيضاً أن تكشف
يقال إن بؤبؤ العين هو مرآة الروح. برهنت بعض الدراسات أننا عندما نفكر كثيراً، يتوسع بؤبؤ العين.
والغريب أنه عندما يمتلئ الدماغ بالمعلومات، يتضيّق البؤبؤ.
أيضاً، عندما تقابلون شخصاً للمرة الأولى، يتوسع البؤبؤ.
إذا توسع البؤبؤ وضاق فوراً، فهذا يعني أنكم لا تهتمون للموضوع أكثر من هذا. إذا بقي البؤبؤ متوسعاً، هذا يعني أن هذا الشخص مسرور بلقائكم.
4) اصغوا إلى نبرة صوته. ليس الكلمات، فقط النبرة
نبرة الصوت يمكن أن تفضح الكثير أيضاً، وكذلك السرعة في النطق بالكلمات.
إذا كانت الكلمات بطيئة، فهذا يعني أن الشخص هادئ. إذا كانت سريعة، فهذا يفضح عصبيته. الكلمات أهميتها قليلة أمام الطاقة التي تغذيها.
ومع ذلك ليس من الضروري أن نتعمق في هذا الموضوع، لأن كل منا له طريقة خاصة في اللفظ والنطق.
لكن يجب أحياناً أن نتعلم أن نصغي ونصغي لنحصل على أجوبة.
5) امضوا وقتاً برفقته
إذا أردتم أن تفهموا الشخص أكثر، امضوا وقتاً برفقته. أمضوا أمسية معاً وتعرّفوا عليه أكثر.
أمضوا أسبوعاً، شهراً أو سنة، وستقدرون بعدها على قراءة أفكاره. مع الوقت، يصبح واضحاً لنا ردة فعله تجاه بعض المواقف.
عندما تعرفون الشخص جيداً، يصبح سهلاً اكتشاف ما إذا كان عصبياً، شجاعاً، سعيداً أو تعيساً.
لهذا يبدو غريباً أن يقول الأهل إنهم فوجئوا بمشكلة سببها ولدهم. هذا يشير عادة إلى أن الأهل لا يمضون الوقت الكافي مع ابنهم. لأنهم إذا كانوا يخصصون وقتاً له، فلن يعودوا بحاجة لمن يقول لهم إن هناك شيئاً ليس على ما يرام
أحياناً تستمر علاقتنا مع شخص لسنوات بدون أن نملك فكرة عما يدور في رأسه.
هذا يخلق توتراً بين الشركاء، لأنه من الصعب أن تعرف كيف تتصرف عندما لا تكون متأكداً مما يفكر به الآخر أو يشعر به.
مع هذا، فتخصيص وقت للكلام يسمح عادة باستكشاف ما يدور في دماغ الآخر.
6) انتبهوا من أن تكونوا تغذون فكره بطاقتكم
كل شيء يتعلق بكم. إذا افتتحتم الجلسة بعصبية، سينعكس التوتر على الشخص الذي تتواصلون معه.
عندما نقارب الموضوع باسترخاء، فهذا يسمح لنا بامتصاص طاقة الشخص الآخر وبمعرفته على حقيقته، بدون جهد كبير.
لاحظوا أننا كلنا لدينا القدرة على سؤال أي شخص بماذا يشعر.
إذا تجاوزنا السؤال التقليدي ” كيف حالك “، الذي يأتي جوابه تقليدياً أيضاً، فنحن قادرون على التعمق أكثر.
تستطيعون أن تجربوا قراءة أفكار الآخرين وأن تطرحوا أسئلة دقيقة من نوع ” تبدو مرتاحاً ومعنوياتك عالية ؟ ”
ملاحظات وأسئلة من هذا النوع يمكن أن تفتح المجال لحوار حقيقي. لتتدربوا على هذا : إذا سألكم أحد كيف حالكم، لا تترددوا في إجابته إجابة حقيقية.
خذوا لحظة، كونوا متنبهين لمشاعركم، ثم أجيبوا.
الوعي الذاتي مهم عندما نحاول أن نكون أكثر وعياً لما يدور حولنا. إذا كنتم أقل وعياً وأقل تركيزاً على نفسكم، فأنتم لن تستطيعوا قراءة أفكار الآخرين.