الخضوع للمستقبل
ماذا يعني أن يكون الإنسان خاضعاً للمستقبل ؟
عند الإنسان الخاضع للمستقبل توجد دائماً علامات مميزة. إنه يضع لنفسه غاية ما في هذا المستقبل ويسعى إليها محطماً كل شيء حوله. وقد يحدث هذاعندما يفشل في حياته الخاصة، فينغمس في العمل ويصبح بالنسبة له هو الغاية الرئيسية. بما أن الحب والحياة يصبحان بالنسبة له ثانويين، يصبح هذا الإنسان عديم الشفقة تجاه الآخرين وتجاه نفسه. كلما كان التركيز على الغاية أكبر، كان عمل الآلية الداخلية التي تقضي على كل من يعيق بلوغ هذه الغاية، أشد قوة. وكلما كان عنده مبادئ ومثل عليا أقوى، كلما أصبح أكثر قسوة.
هذه القسوة سوف تتوجه في النهاية نحو الذات. يولّد الخضوع للمشاعر السامية الغيرة والتذمر تجاه البشر القريبين في العمل، وليس في الأسرة فحسب. عندما يحاول الإنسان الهرب من المشكلات الأسرية إلى العمل، قد يستبدل الغيرة بالاعتزاز بالنفس والتكبر، ولكن المشكلات سوف تتراكم تدريجياً هنا أيضاً. ويبدأ الجسم بفقدان طاقته، ثم تبدأ المشكلات في الصحة.