توأمان مختلفان
إذا أراد هؤلاء الرجال الأربعة أن يرووا قصتهم، لن يأخذهم أحد على محمل الجد. ما حدث لهم في المستشفى لا يحدث إلا مرة في العالم !
جورج وكارلوس توأمان ومع هذا فهما مختلفان تماماً : جورج شاب نحيف طبعه مرح. بينما كارلوس أخاه شاب ضخم ومتحفظ الطبع.
ذهب الاثنان إلى المدرسة في بوغوتا عاصمة كولومبيا. ووجدا سريعاً عملاً بصفة مهندس بعد أن حصلا على الديبلوم. كانا سعيدين في عملهما وفي عائلتهما ويعيشان حياة كاملة. مع هذا كان القدر لهما بالمرصاد ليلعب لعبته.
بدأ كل شيء بينما كان جورج يعمل في مكتبه في فترة بعد الظهر كما كل يوم. نظر إليه أحد زملائه وفجأة بدا مصدوماً ومتفاجئاً.
كان قد قام هذا الصباح بالذات بتصوير الجزار ( بائع اللحم ) الذي يتعامل معه بواسطة تلفونه. وما اكتشفه كان مذهلاً : الجزار نسخة طبق الأصل عن جورج !
سأله :” ألديك توأم ؟”
ضحك جورج :” نعم لدي توأم، ولكنه لا بشبهني أبداً “. لكن عندما أراه الصورة، لم يصدق جورج عينيه. من هذا المجهول الذي يشبهه بهذا الشكل الغريب ؟
عرض جورج الصورة على صديق فقال له : ” أنت تبدو بشكل جيد في هذه الصورة “.
لم يستطع جورج أن يصدق وأجابه :” هذا ليس أنا “. بدأ عندها بالبحث على الانترنت حتى وجد صفحة الفايسبوك الخاصة بهذا الرجل الذي يشبهه إلى هذا الحد وكان اسمه ويليام.
بينما كان يتصفح كل الصور التي وجدها على الفايسبوك، وجد صورة حبست أنفاسه. كانت الصورة صادمة إلى حد أنه لم يصدق عينيه. جورج لم ير فقط ويليام الذي له نفس شكله، لكن نظره وقع أيضاً على رجل آخر جالساً بجانب ويليام وله نفس شكل أخيه كارلوس بالضبط !
جورج عرض الصور على أخيه كارلوس، وبدأت الحقيقة تتوضح ببطء. لقد تم تبديلهما عند الولادة. وتأكدت الحقيقة عندما علما أن الشخصين ” المستنسخين ” ولدا في نفس اليوم وفي نفس المستشفى.
بدا واضحاً لهذا العائلة أن جورج هو الابن الطبيعي لأنه يشبه أمه وأخته كثيراً. كارلوس الأكبر والأكثر عبوساً وخشونة، كان دائماً متمرداً وغير مطيع. لكن بالنسبة لكارلوس، كان هذا الاكتشاف قاسياً جداً عليه، لأنه كان متعلقاً جداً بأمه والآن أصبحت غريبة بالنسبة له.
لكن ورغم الصدمة، قرر الأخوان أن يتواصلا مع التوأمين الآخرين ويليام وويلبر، اللذان كانا يعملان معاً في قسم بيع اللحوم في سوبرماركت. ووافق هذان فوراً على مقابلتهما. ولم يستطع الأربعة، عند اللقاء، أن يمنعوا أنفسهم من ملاحظة هذا التشابه المقلق! لم يكونوا متشابهين فقط جسدياً، ولكن في الطباع أيضاً ! كل الاختلافات التي كانوا يشعرون بها في حياتهم أصبح معناها الآن مفهوماً.
بعد هذا اللقاء الأول، الشباب الأربعة علموا شيئاً : إنهم يريدون أن يعرفوا بعضهم بشكل أفضل وأن يعوضوا الوقت الضائع. لقد تشاركوا شقة واحدة، يتلقون فيها زيارات العائلتين وهم يمضون الكثير من الوقت معاً. قصتهما لها حتى الآن نهاية سعيدة.
هذه القصة فريدة من نوعها لدرجة أنها تصلح لتحويلها إلى فيلم ! إنها معجزة حقاً أن يلتقي هؤلاء الأخوة بعد 30 سنة من الانفصال في مدينة ضخمة مثل بوغوتا ! إذا وجدتم هذه القصة مدهشة ومؤثرة، شاركوها مع كل أصدقائكم.
موقع آي فراشة (Ifarasha)