هذا التصرّف يكشف عن أنانية، فعبارة « أنا، في سنّك » تعبّر عن وضع الشخص الذي يلعب بذكريات الآخرين فيقفز فوقها ويستبدلها بذكرياته الخاصة.
الأب (أو الأم) الذي يتلذّذ باستخدام هذه العبارة يسعى إلى إبراز نفسه، لكي ينسى أحلام المجد التي لم يحقّقها.
هذه الفوقية مختلقة ومتصنّعة، تهدف إلى تخليص الأب (أو الأم) من المرارة التي يشعر بها حيال حياة كان يتمنى أن تكون مختلفة عمّا هي عليه.
هذه المقارنة بين الولد ووالده (أو والدته) تضعف ثقة الطفل بنفسه وتحطّ من قدره وتولّد في نفسه شعوراً بعدم الكفاءة.
فعندما يغرس الأهل في ذهن ولدهم هذه الآلية القائمة على المقارنة:
«إنه أفضل مني»، تصبح هذه الآلية في ما بعد الوقود المحرّك لعقدة الدونية عند الولد.
إن تكرار عبارة « أنا، في سنّك .. » على مسمع الولد يُلبِسه صفة الخاسر. كما أن مقارنة مؤهلاته ومعرفته ومهارته وذكائه…
باستمرار، يعني أننا نحدّد وجوده، بشكل رئيسي، بالمقارنة مع الآخرين حتى وإن كانت النبرة المُستخدمة في الكلام نبرة لطيفة حنونة.
قرّروا موقفكم. إذا أردتم أن يحقّق ولدكم ذاته وأن يشعر بالراحة مع نفسه، فلا تعيقوا استعداداته الشخصية بالإفراط في المقارنات.
والداه هما مرجعيته المطلقة. لا تُخضعوه لما أخضعكم له والداكم. المقارنة هي وليدة التشكيك.