مرض انفصام الشخصية
انفصام الشخصية ( schizophrenia ) هو مرض عقلي كلنا سمعنا عنه. ولكن الكثير من الناس لا يعرفون حقاً ما هو، أو لديهم فكرة عنه لا علاقة لها بالواقع.
مثلاً، بالنسبة للكثيرين، فهم يخلطون بينه وبين انقسام الشخصية إلى شخصيتين أو عدة شخصيات، وهذا ليس صحيحاً،أو ليس في كل الحالات. انقسام الشخصية مشكلة أخرى قد تظهر أحياناً عند الشخص المصاب بانفصام الشخصية، ولكن المشكلتين ليستا مرتبطتين.
لم يتم اعتبار مرض انفصام الشخصية مرضاً عقلياً يتطلب علاجاً مناسباً إلا منذ عشرات السنين. قبلها كان الأشخاص المصابين بهذا المرض يعتبرون بكل بساطة مجانين ( أو الشيطان أو الجن قد تلبسهم ) وكانوا يسجنون لهذا السبب.
مع أن هناك بعض الأشخاص ما زالوا يرون هذا المرض العقلي مظهراً من مظاهر الجنون، فعلينا أن نعلم أنه من أكثر المشاكل النفسية انتشاراً وهو يصيب حتى 1% من مجموع عدد سكان الكرة الأرضية ( هذا ضعف عدد المصابين بمرض الزهايمر مثلاً ).
هذا المرض يمكن أن يتطور بشكل خطير جداً وقد يصيب أي شخص وتظل الأعراض الأولى قابلة للظهور حتى سن الثلاثين. وهو يتسلل في البداية بطريقة تدريجية وبدون أن يلفت الانتباه. وهكذا يمر بعض الوقت قبل أن ينتبه له أحد.
لأن هذا المرض غير معروف كثيراً، قام فريق من الأطباء بتحضير الفيديو، الذي ستشاهدونه، بمساعدة مرضى مصابين. وارتكزوا على شهاداتهم حتى يكتبوا ما يشعرون به بأدق طريقة ممكنة. وجعلوهم بعدها يصغون إلى هذه الأصوات حتى يتحققوا ما إذا كانت تشبه ما كانوا يسمعونه في رأسهم.
في الفيديو ( باللغة الانكليزية )، نسمع أصواتاً مختلفة، مشوهة، يبدو كأنها تريد أن تهينهم وتضطهدهم، ضجيج، ضحكات مدوية…
ما ستشاهدونه غريب جداً… تخيلوا أن هذا يحدث لكم؟ ستفهمون عندها المعاناة اليومية للمصابين بهذا المرض…
لتشعروا بتأثر الفيديو بشكل أفضل، استخدموا سماعات أو خوذة إذا أمكن مع صوت ستيريو…
من المهم توضيح أن الإحساس بسماع الأصوات ليس في الحقيقة إلا أحد الأعراض التي تظهر في حال حصول نوبة عند الأشخاص المصابين. وهكذا قد تظهر عند المصابين بانفصام الشخصية هلوسات سمعية ( كسماع أصوات مثلاً )، هلوسات بصرية، أو حتى الاثنين معاً.
بالإضافة إلى سماعهم للأصوات، فأن الاشخاص المصابين بانفصام الشخصية يشعرون بالعدائية المستمرة تجاه غيرهم وبالعدائية من الجو المحيط بهم ( بارانويا )، ولا يستطيعون تمييز العالم الحقيقي عن العالم الخيالي، ولديهم صعوبة في إقامة علاقات مع الآخرين.
نتمنى في موقع ifarasha أن يفتح هذا الفيديو عيونكم على هذا المرض، وإذا كنتم تعرفون أشخاصاً يعانون منه، ستفهمونهم بشكل أفضل. إذا كنتم جزءاً من محيطهم، فقد يكون لديكم شعور بالعجز عن تقديم أي مساعدة، لكن حتى لو كنتم هكذا، فيمكنكم أن تجعلوا حياتهم اليومية أسهل إذا جربتم أن تفهموهم.