العودة الى الحياة
رحلة مدرسية انتهت بمأساة : 4 مراهقين كانوا مع أستاذهم في سيارة فان بيضاء على الطريق السريع، عندما وقع حادث مرعب. اجتاحت شاحنة الباص الصغير ودمرته. وارتمى الركاب على الطريق إما جرحى جراحاً خطرة وإما أمواتاً.
ثلاثة من الطلاب بالإضافة إلى أستاذهم ماتوا. كان بين الموتى : Whitney Cerak. عندما علم أهلها بخبر موتها، أصيبوا بصدمة كبيرة ! ابنتهم الغالية لم تبلغ بعد 21 سنة. وعندما أراد الأهل المصدومين في حالة حداد أن يدفنوا ابنتهم، اكتشفوا أن جسم Whitney مشوه بشكل فظيع بعد الحادثة. ففضلوا أن يحتفظوا بذكراها كما يعرفونها وأن لا يروا بأي حال جثة ابنتهم.
تلقى أهل Laura Jean Van Ryn أيضاً اتصالاً من المستشفى. ابنتهم كانت الوحيدة التي نجت من الحادثة ! لكن جراحها كانت خطرة ووجهها كله متورم، ودخلت في غيبوبة. قدّر الأطباء أن مظهرها سيكون مختلفاً بعد الحادث ولا يستطيعون أن يؤكدوا انها ستستطيع العودة إلى منزلها ذات يوم. لكن لورا صمدت مع أن أختها كانت تشك في شيء ما.
لقد لاحظت أن أسنان لورا لا تشبه أسنان أختها. لكن الصبية ناضلت لتبقى على قيد الحياة لمدة 5 أسابيع. كان دماغها مصاباً لذلك كان من الصعب أن تستعيد الوعي تماماً. لكن عائلتها بدأت تلاحظ بعض التغييرات. كانت لورا تنادي اسماء غريبة. أخيراً، استجمعت أختها شجاعتها وسألتها :” ما اسمك ؟ ” والجواب صدم الكل !
استطاعت الصبية أن تخربش اسمها على ورقة :” Whitney “. لم تصدق العائلة هذا ! لقد سهروا طيلة أسابيع كاملة على شخص غريب بدون أن يتخلوا عن الأمل في أن تعود إلى الحياة. بينما لورا مدفونة منذ أكثر من شهر، تحت اسم آخر !
عائلة Cerak لم تصدق هي أيضاً ! لقد دفنوا ابنتهم منذ خمس أسابيع ويتلقون الآن اتصالاً لا يمكن تصديقه. ابنتهم على قيد الحياة ! وهي تستعيد صحتها بالتدريج ! لم يستطيعوا أن يصدقوا حظهم وفي نفس الوقت تألموا لهذه العائلة التي اعتنت بابنتهم ليلاً نهاراً لمدة 5 أسابيع طويلة جداً بينما ابنتهم ميتة منذ فترة. كيف حدث هذا التبديل غير المعقول ؟
توصلوا أخيراً لحلّ لغز الالتباس في الهوية. كانت الصبيتان الشقراوان ممددتان جنباً إلى جنب والاثنتان مشوهتان تماماً بسبب الجروح. كانت محفظة ويتني موجودة بجانب جسم لورا. فظن فريق النجدة أن الباقية على قيد الحياة هي لورا والمتوفية هي ويتني.
ويتني لا تتذكر شيئاً من الحادث ومن الأسابيع الخمسة في المستشفى. تتذكر فقط اللحظة التي دخل أهلها فيها إلى المستشفى. تزوجت الصبية بعد أربع سنوات من هذا الحادث المرعب وأصبحت أماً لثلاثة أولاد. وشفيت جروح الدماغ بعد عدة سنوات من العلاج.
المصير المرعب لهذين الفتاتين ربط عائلتيهما إلى الأبد. مع أن عائلة Van Ryn أصيبت بصدمة مرعبة، لكنهم كانوا سعداء من أجل ويتني. وستظل عائلة Cerak تحس بالعرفان بالجميل تجاه عائلة لورا طوال العمر لسهرهم على ابنتهم خلال 5 أسابيع.
تقول ويتني :” هذا غريب. لم أكن أعرفهم ولكنني تعرفت عليهم جيداً من وقتها. روى لي أهل لورا عدة قصص عن ابنتهم وأحببت فكرة أنني تعرفت عليها أكثر. يبدو لي الأمر كأنني أعيش أيضاً من أجل لورا”.
نتمنى من موقع ifarasha أن تكون هذه القصة أعجبتكم ولامست أعماق مشاعركم، لتشاركوها مع كل من تعرفون !