نحار نحن الأمهات متى بإمكان طفلي أن يفهم ما أطلبه منه؟ ومتى أبدأ بتأديبه؟ هل أبدأ في عمر مبكر أم أؤخر الأمر حتى يصبح كبيراً.
إليكم سيداتي ما يقوله العلم عن الأطفال وقدرتهم على الاستيجاب لطلباتنا وقدرتهم على إطاعة أوامرنا.
حتى قبل أن يفهم الطفل معنى الكلمات ، يستطيع أن يلتقط المشاعر وراء كلماتنا ولكنه في عمر الأربعة شهر يبدأ بمعرفة اسمه وفي عمر الثمانية أشهر يفهم ويستجيب لبعض الطلبات البسيطة مثل :”لا: أو “لا تلمس “.
ينصح الخبراء البدء في هذا العمر بمنعه عما يؤذيه فكلما كررنا له”لا تلمس هذا” أصبح قادراً على معرفة أن لمس هذا الشيء ممنوع . ومن الضروري هنا إذا ما عاد فلمس الشي الذي طلبت منه عدم لمسه، أن تكرري الأمر بإلحاح ومن دون تبتسمي فالابتسام له في هذه اللحظة سيجعله يشعر أن لا بأس أن يفعل ما يحلو له وأن يخالف ما طلبته منه. طبعاً ليس المطلوب أن تصرخي أو أن تضربيه على يده، ليس عليك إلا الإصرار على ما تقولينه”لا تلمس هذا” . كرري الكلمة بهدوء حتى يمتثل لك. وستتفاجئين أنه سيطيعك عندما يراك مصرّة، وأنه لكما اقترب من هذا الشيء سينظر إليك ، ليرى مدى إصرارك على طلبك. أولادنا الصغار أذكى مما نتصور فلا تستخفي أبداً بذكائهم فعندما يرى إرادتك تضعف سيخالف طلبك.
في عمر السنة إلى السنة والنصف لا يستطيع الطفل قول أشياء كثيرة ولكن أذنيه قادرتان على التقاط أشياء كثيرة وسيكون نهماً إلى جميع أنواع المعلومات. سيفهم في هذا العمر الكلمات التي لها علاقة بعالمه: مثلاً عندما تقولين له “كرسي” أو “طابة” سترين أنه يفهم ما تقولين إذ سترينه يسير إلى ما ذكرته. ووفي هذا السن يصبح قاداراً على معرفة أجزاء جسمه. وهنا سيصبح قادراً على تلبية طلباتك أكثر ولكن انتبهي لا تطلبي منه إلا طلباً واحداً في كل مرة.
إذن يجب على الأهل إعطاء التوجيهات بشكل تدريجي، وعدم الطلب من الطفل بالقيام بمهمتين في وقت واحد، بل إنتظاره حتى يمتثل للتوجيه الأول، ثم يأتي التوجيه الثاني أو الثالث في وقت لاحق، كي لا يرتبك الطفل، أو يرفض الإمتثال لطلب الأهل، وقد يحتاج الأهل أيضاً الى إعادة طلب التوجيه نفسه أكثر من مرة الى حين التأكد من أن الطفل قد إستوعبه بشكل كامل.