متى يعرف الطفل أمه وفي أي عمر بالتحديد؟ وهل يحتاج وقتاً حتى يميزها ؟ ولماذا وضع الطفل بعد الولادة بعيداً عن أمه لساعات قليلاً عملا في غاية القسوة؟ قد تستغربين ما ستقرئين ولكنها معلومات تستحق أن تعرفها كل أم
سيدتي لا تظني أن طفلك قد لا يعرفك في أي وقت. فمنذ لحظة خروجه إلى الدنيا يكون الطفل قادراً على معرفتك جيداً. لا بل هو يعرفك حتى قبل الولادة. فهو يعرف صوتك ويعرف نبضات قلبك ويعرف المحيط أيضاً فالطفل يسمع ويشعر حتى قبل أن يولد والحقيقة أنه يكون سامعاً، وهو في بطنك، كل ما يدور حولكما . وهناك شيء آخر هام جداً هو قدرة الطفل على التأثر بمشاعرك أيضاً فالمشاكل التي تعانين منها والحزن الذي قد يعتريك بسبب فقدان شخص ما والخوف الذي قد تشعرين به، مشاعر يشعر بها الطفل ويتأثر بها حتى جداً وقد يكون لهذه المشاعر تأثيرات سلبية عليه في مستقبل حياته.
من أسوأ المشاعرالمؤثرة في الجنين وشخصيته في المستقبل الشعور بالرفض. ففي كثير من المرات تحمل المرأة بجنينها بدون أن تكون لديها النية للحمل وتشعر بأنها لا تريد هذا الجنين وترفضه حتى . ولكن شعور الأم بالرفض للجنين شعور ينتقل إلى الطفل وقد يلازمه هذا الشعور في حياته كلها دون أن يعرف السبب. وقد بينت بعض الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن العلاجات النفسية التي يقوم بها الشخص عندما يكبر تكشف للمريض أن مشكلته النفسية تعود إلى ما قبل أن يولد وبالتحديد إلى مرحلة الحمل ومن أخطر المشاعر السلبية تأثيراً هو الرفض.
على الأمهات أن ينتبهن للمشاعر السلبية أثناء الحمل وأن يحاولن التخفيف عن أنفسهن لئلا تؤثر مشاعرهن في أجنتهن.
وتبقى المشاعر الإيجابية التي على كل الأمهات الشعور بها أثناء الحمل فشعورك بالحب لجنينك شعور إيجابي ينتقل إليه ويؤثر فيه إيجاباً ويجعله يشعر أنه شخص محبوب. ولو تدري الأم مدى أهمية أن يشعر الإنسان بأنه محبوب في تكوينه النفسي والاجتماعي لسعت كل أم بيديها ورجليها إلى نقل هذا الشعور بالحب إلى طفلها بدل نقل الشعور بالخوف أو الحزن أو الرفض أو أي شعور سلبي آخر.
أتعرفين سيدتي لماذا يضعون الطفل في المستشفيات على بطن أمه بعد الولادة؟ السبب بكل بساطة هو جعله يشم رائحة أمه ويسمع نبضات قلبها التي اعتاد على سماعها تسعة أشهر كاملة ، فبذلك يستكين ويهدأ ولا يشعر بالوحشة .
هل تتصورون أي شعور يشعر به الطفل حين نأخذه بعيداً عن أمه بعد ولادته؟ إنه أشبه بمن يقتلع إنساناً من بيته وبيئته ويضعه في مهب الريح.